سجل عدد من الدول الأوروبية حالات وفاة ناجمة عن مرض "حمى الببغاء"، وأعلنت عن ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة، خلال الفترة الممتدة من بداية سنة 2023 وصولاً إلى شهر فبراير/ شباط الماضي.
وأعلن كلٌّ من النمسا، والدنمارك، وألمانيا، والسويد وهولندا، عبر نظام الإنذار المبكر والاستجابة التابع للاتحاد الأوروبي، ارتفاع حالات الإصابة بحمى الببغاء، فيما أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراتها من انتشار هذا المرض القاتل.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الدول الأوروبية أبلغت عن زيادة في حالات داء الببغائية عام 2023 وفي بداية عام 2024، وعن وقوع 5 حالات وفاة.
وفقدت الدنمارك أربعة من مواطنيها، فيما سُجلت حالة وفاة واحدة في هولندا، وأُدخل العشرات إلى المستشفيات في النمسا، وألمانيا، والسويد لتلقي العلاج من هذا المرض.
حمّى الببغاء أو داء الببغائية، هي عدوى تنفسية تسببها بكتيريا المتدثرة الببغائية (Chlamydophila psittaci)، تصيب الطيور بشكل رئيس، لكنها قادرة على الانتقال إلى البشر عبر استنشاق جزيئات الغبار الملوثة بالبراز أو الريش أو الإفرازات.
تنتقل هذه العدوى البكتيرية من الطيور إلى الإنسان؛ ما أثار قلقًا صحيًّا خاصة بين الأفراد الذين يتفاعلون بكثافة مع هذه الكائنات الحية.
تسبب الحمى أعراضًا تشبه إلى حد كبير أعراض الإنفلونزا، من الصداع والحمى، والقشعريرة، والضعف العام، إلى آلام العضلات، والسعال الجاف، وألم في الصدر، وضيق التنفس، وقد تتضاعف الأعراض حتى تصل للالتهاب الرئوي، والتهاب الدماغ، والتهاب عضلة القلب.
ما يجعل التشخيص المبكر تحديًا للأطباء، وذلك يؤدي إلى صعوبة في الربط المباشر بين الأعراض والمرض دون إجراء فحوصات دقيقة. كما يمكن أن تؤدي إلى الوفاة في حال لم يتم الكشف عن الإصابة في وقت مبكر.
غالبا ما تحدث العدوى البشرية بداء الببغائية بشكل رئيس من خلال التعامل مع إفرازات الطيور المصابة، وترتبط بشكل عام بأولئك الذين يتعاملون مع الطيور الأليفة وعمال الدواجن والأطباء البيطريين وأصحاب الطيور الأليفة في المناطق التي تكون فيها بكتيريا المتدثرة الببغائية منتشرة بين الطيور المحلية.
كما ارتبطت بكتيريا المتدثرة الببغائية بأكثر من 450 نوعاً من الطيور، وعثر أيضاً عليها في العديد من أنواع الثدييات، بما في ذلك الكلاب والقطط والخيول والخنازير والزواحف.