تحقيق التوازن بين الحياة العملية والحياة الشخصية هو تحد كبير تواجهه كثير من الأمهات العاملات في العصر الحديث، ويتطلب منهن امتلاك مهارات إدارة الوقت والقدرة على تحديد الأولويات بشكل فعّال.
عندما نكون في محيط العمل، تبعدنا المسؤوليات والضغوطات اليومية عن أطفالنا، وتصبح عائقًا أمام تواجدنا المستمر في حياتهم؛ ما يسبب أزمة عاطفية عند الأمهات، تُعرف باسم "ذنب الأمهات".
ما هو ذنب الأمهات؟
اضطراب عاطفي يحدث عندما تشعر الأمهات بالذنب تجاه أطفالهن، أو أنهن لا يقدمن كفاية أو لا يقضين وقتاً نوعيًا معهم. تردد الأم جملًا سلبية ومدمرة للذات، مثل: "أنا لا أقوم بواجبي"، أو "أنا أم سيئة"، أو "أطفالي لا يحبونني". ويؤدي هذا الشعور إلى الإضرار بصحتها النفسية، فضًلا عن تأثيره على علاقتها مع طفلها، وانعكاسه على جودة عملها أيضًا.
كيف يمكن التغلب على هذا الشعور؟
حاربي السلبية
إحدى الطرق الفعالة للتخلص من القلق حول التوازن بين العمل والحياة الشخصية هي تحديد الأفكار التي تحبطنا. ما إن ندرك أن هذه الأفكار السوداء لا أساس لها من الصحة، فإننا قادرون على محاربتها وتقليل تأثيرها علينا. من المهم أن نمنح أنفسنا هامشًا من الخطأ أيضًا، وألا ندع سلسلة الأفكار والمخاوف السلبية تسيطر علينا.
حددي مصدر الذنب
يجب على الأمهات التركيز على الوقت الذي يقضينه مع أطفالهن، وفهم أن جودته أهم من كميته. حاولي تدوين يومياتك أو ملاحظات على هاتفك عندما تشعرين بالذنب، وبمرور الوقت، ستكونين قادرة على تحديد مصدر الذنب؛ هل هي صدمات نفسية تعود إلى طفولتك؟ أم أنك تقعين تحت ضغوط الآخرين الذين يقيمون دورك كأم؟.
استشيري شريكك
اجلسي مع شريكك وشاركيه مخاوفك وقيمك الفردية، واتفقي معه على القيم العائلية المشتركة. سيساعدك هذا في اتخاذ القرارات الجماعية وتقليل الخلافات ومعرفة دورك بشكل أفضل.
استمعي لطفلك
لا مصدر أصدق من الأطفال أنفسهم، لمعرفة ما إذا كانت قراراتك التربوية ناجحة أم لا. إذا كان طفلك يطلب منك أن تلعبي معه أكثر، فقد يشير هذا إلى وجود تقصير محتمل. حددي موعدا للعب بعيدًا عن أوقات عملك وراحتك، واصطحبيه إلى نشاطات خارجية في أيام العطل.
اطلبي الدعم
من الضروري البحث عن دعم اجتماعي مناسب، سواء كان ذلك من الشريك، الأصدقاء المقربين، أو أفراد العائلة. يمكن لهؤلاء الأشخاص تقديم الدعم والفهم، ومساعدتك في تخطي الضغوط اليومية. لكن احذري من انخراط الآخرين الزائد في حياتك، فذلك قد يزيد المشكلة سوءًا.
دافعي عن نفسك
لا تدعي أي شخص يتحدى اختيارك. بدلًا من التشكيك في الأمر، ثقي بحدسك وبقرارك، وتأكدي أن ما من شخص قادر على تقييم الموقف أكثر منك! تذكري، أنت لست بطلة خارقة، لذا لا تستجيبي لأحكام الآخرين المفرطة حول عائلتك.