ما زال الشريكان في بناء الأسرة، ومنذ أن تأسست هذه الخلية الاجتماعية، يسمعان النصائح ويجربان طرق الحفاظ عليها لكونها أساس المجتمعات.
ومع ذلك يبقى دوما هناك متسع للمزيد من التجديد في فهم الخلافات الأسرية وفي طرق معالجة هذه الخلافات.
ومن بين الدراسات الجديدة في هذا المجال، ما نشرته مجلة "سايكولوجي توداي" لعالم الاجتماع في جامعة "كور نويل" د. كارل بيلمر عما يسمى بـ " الاغتراب بين جدران البيت"
ويقول بيلمر أن مسحا أجري حول القطيعة العاطفية وجد أن عددا لا بأس به من الأزواج يعيشون حاليا اغترابا مستمرًا مع أسرهم.
والمؤلم أن الأغلبية وصفوا هذه التجربة بأنها مؤلمة. وفي هذا المسح تأكد أن اغتراب الأسرة أكثر شيوعًا مما يدركه معظم الناس، ولكن من الممكن التصالح وإعادة بناء هذه العلاقات المهمة.
وفي سياق البحث أفاد المشتركون بأن أكثر النزاعات تمحورت حول المال والميراث خاصة أن بعضهم اضطر إلى الاختيار بين الشريك وعائلته، كما تعلقت بخلافات زوجية وبالطلاق والتناقضات في القيم وأنماط الحياة.
يضاف إلى ذلك الخلافات الناشئة عن اتضاح أن أحد الأبناء يعاني من مشاكل في تحديد جنسه وفي بعض الأحيان الاستنكاف عن بعض المعتقدات والموروثات.
كما وجد أن عواقب القطيعة قد تكون مدمرة وبأنها قد تتسبب في القلق والاكتئاب والتردي في الصحة البدنية؛ إذ قد تتسبب في قطع الدعم المادي عن الطرف الآخر؛ ما قد يضطره الى اللجوء إلى أطراف أخرى أو القيام بأمور غير قانونية.
أهم المستخلصات الجديدة التي انتهت لها هذه الدراسة هي النصيحة المكررة من دون ملل، بوجوب اعتماد مبدأ الهدنة، واعتبارها في مقدمة ما يتوجب على الشريكين أن يتفقا عليه أو يمارساه.
ولكي تنجح الهدنة والمصالحة هناك عناصر مهمة لاتباعها مثل عدم اجترار المشكلة والمضي قدما في إعادة صياغة العلاقة بوضع حدود جديدة لها ومحاولة إعادة بناء الجسور بموجب الحدود الجديدة