يأتي الحب أولاً، ثم يأتي الزواج.. هذه مسيرة مألوفة لدى الكثيرين، ولكن في الحقيقة، هناك العديد من المراحل الأخرى التي يمكن أن يخوضها الشريكان حتى يزدهر التواصل بينهما، فالعلاقات شيء معقد يحتاج إلى وقت واستثمار وعمل.
لذا؛ إذا كانت علاقتك جيدة في البداية، ثم أصبحت تشعرين أن هناك شيئًا ما غير صحيح، فاسألي نفسك عن السبب. هل يمطرك شريكك المحتمل بالهدايا؟ أو يمارس ضغوطًا لتسريع وتيرة العلاقة؟ هل تفوتين الوقت مع العائلة والأصدقاء بسببه؟ إذا كانت أيًّا من هذه الأمور صحيحة، فمن المحتمل أنك تواجهين تلاعبًا عاطفيًّا يُعرف باسم "الإيهام بالحب".
في البداية، تظنين أنك بأمان؛ لأن اللفتات الكبرى من الشريك تشعرك أنك مميزة ومرغوبة. لكن احذري، فالهدف النهائي للمتلاعب العاطفي ليس الحب، بل السيطرة عليك. وما اللفتات الكبرى إلا محاولة للتلاعب بك وجعلك تشعرين أنك مدينة له وتعتمدين عليه.عالمة النفس الدكتورة ألينا تياني
وتؤكد الدكتورة ألينا أن الإيهام بالحب هو موقف يصعب الخروج منه؛ لأنك قد لا تتعرفين على نوايا الشخص إلا بعد فوات الأوان، غير أن بعض علامات الإيهام بالحب تشمل ما يلي:
- الإفراط في الإطراء والثناء.
- الإفراط في التعبير عن مشاعره تجاهك.
- إغراقك بالهدايا غير الضرورية في المراحل الأولية.
- محادثات مبكرة ومكثفة حول مستقبلكما معًا.
ويحدث الإيهام بالحب على ثلاث مراحل:
مرحلة شهر العسل
خلال هذه المرحلة، يمطرك شريكك بالحب والمودة والإطراء لجذبك وإقناعك بالتخلي عن الحذر.
مرحلة الاقتراب والابتعاد
هنا يبدأ الشريك بالانسحاب التدريجي. قد تقل لفتاته الجميلة التي اعتدت عليها، أو تنعدم تمامًا، وقد يبتعد ويعود دون أي أسباب مقنعة، ويتناقص اهتمامه مع مرور الزمن.
مرحلة التجاهل
أخيرًا، تواجهين الشريك بشأن سلوكه الضار أو تحاولين إعادة الحدود، فيتجنب تحمل المسؤولية أو الإفصاح عن شعوره الحقيقي تجاهك؛ وهذا يجعلك تشعرين بمزيد من الارتباك.
كيفية التصدي للإيهام بالحب؟
تذكر الدكتورة ألينا بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتفادي التعلاعب العاطفي، ومنها:
وضع الحدود
يجب أن يكون لديك حدود واضحة حول ما يمكن وما لا يمكن أن يكون مقبولًا بالنسبة لك.
تطوير الوعي العاطفي
كوني حذرة وواعية لمشاعرك ولا تتفاعلي مع المبالغات في الإطراء أو الثناء، وحاولي التفريق بين العواطف الحقيقية والتلاعب العاطفي.
التواصل الفعال
كوني صريحة في التحدث عن مشاعرك وتوقعاتك في هذه العلاقة، واستمعي أكثر مما تتحدثي، فمن الضروري فهم نوايا الشخص المقابل عندما تراودك الشكوك.
البحث عن الدعم
إذا شعرت أنك تتعرضين للإيهام بالحب، ابحثي عن الدعم العاطفي من الأصدقاء أو العائلة. سيساعدك المقربون في فهم مشاعرك ونوايا الشخص الآخر ووضع خطة واضحة للتعامل مع الموقف.
باتباع هذه الخطوات، يمكن تطوير التواصل والحفاط على علاقة صحية ومستدامة، وتجنب الوقوع في فخ الإيهام بالحب.