في إعلان حاز على اهتمام واسع داخل صناعة الموضة، كشفت مجموعة "برادا" الإيطالية عن إتمامها لصفقة استحواذ كاملة على دار الأزياء الشهيرة "فيرساتشي"، منهية بذلك ملكية شركة "كابري هولدينغز" التي دامت 7 سنوات.
الصفقة أعادت فيرساتشي إلى الحظيرة الإيطالية، وشكلت نقطة تحول في ديناميكيات صناعة الأزياء الفاخرة عالمياً.
تفاصيل صفقة الاستحواذ بين برادا وفيرساتشي
أعلنت برادا رسمياً، الخميس 10 أبريل / نيسان 2025، عن توقيع اتفاق نهائي مع شركة "كابري هولدينغز" للاستحواذ على 100% من أسهم دار "فيرساتشي"، موضحة أن عملية الاستحواذ ستُنجز نقداً، مع احتمال وجود تعديلات طفيفة في السعر النهائي بناءً على الأداء المالي حتى موعد الإغلاق المتوقع في النصف الثاني من عام 2025.
وتبلغ قيمة الصفقة 1.25 مليار يورو، أي ما يعادل نحو 1.38 مليار دولار أمريكي، وهي أقل من القيمة التي دفعتها "كابري هولدينغز" للاستحواذ على الدار في العام 2018، والتي بلغت، آنذاك، 1.8 مليار دولار أمريكي.
أهداف برادا من الاستحواذ
أكد باتريتسيو بيرتيلي، رئيس مجلس إدارة مجموعة برادا، أن الصفقة لا تندرج فقط ضمن خطط التوسع، بل تهدف إلى "صياغة فصل جديد من التعاون الإبداعي الإيطالي". وأوضح أن فيرساتشي، رغم انضمامها إلى المجموعة، ستواصل الحفاظ على هويتها الإبداعية، مع الاستفادة من الدعم الصناعي، والقدرات التشغيلية واللوجستية التي توفرها برادا، فضلاً عن توسيع نطاق قنوات البيع بالتجزئة الخاصة بها.
من جهته، أشار أندريا جويرا، الرئيس التنفيذي لمجموعة برادا، إلى أن الاستحواذ يُعد جزءاً من مسار تطويري للمجموعة، مؤكداً أن الهيكل التنظيمي والإداري لبرادا أصبح أكثر صلابة، وأن السوق العالمي بات في حاجة إلى كيانات إيطالية أكثر تكاملًا تستطيع مجابهة المجموعات الكبرى، مثل: "LVMH" و"Kering".
كما أوضح أن الهدف يكمن في تأسيس قاعدة وطنية متماسكة من العلامات الإيطالية، يمكنها تقديم منافسة حقيقية عبر محفظة متنوعة وقوية.
التحديات التي تواجه برادا بعد الصفقة
رغم الأهمية التي تنطوي عليها الصفقة، إلا أن برادا تواجه تحديات بارزة، أبرزها كيفية إعادة هيكلة فيرساتشي بطريقة تواكب التحولات في السوق دون الإخلال بطابعها الفريد المعروف بالجرأة والتجدد.
ويكمن التحدي الآخر في إيجاد توازن بين منح الاستقلالية الإبداعية لفيرساتشي من جهة، وتحقيق التكامل التشغيلي والاستفادة القصوى من الموارد والقدرات المتاحة داخل المجموعة من جهة أخرى.
ويرى محللون في قطاع الأزياء أن السنوات المقبلة ستكون فترة اختبار لقدرة برادا على دمج فيرساتشي ضمن منظومتها، مع ضمان الحفاظ على خصوصية كل علامة تجارية داخل المجموعة الجديدة.
نبذة عن دار فيرساتشي وتاريخها
تأسست دار "فيرساتشي" العام 1978 في مدينة ميلانو على يد المصمم الإيطالي الراحل جياني فيرساتشي، وتمكنت سريعاً من حجز مكانة متميزة بفضل تصاميمها اللافتة والجريئة التي مزجت بين الفخامة والكسر المتعمد للتقاليد، ما جعلها من أبرز رموز الأناقة الإيطالية في العقود الأخيرة.
جذبت العلامة اهتمام المشاهير ونجوم السينما العالمية، لكنها واجهت موجات من التذبذب المالي والإداري، خاصة بعد وفاة مؤسسها العام 1997. وفي العام 2018، انتقلت ملكيتها إلى شركة "كابري هولدينغز" التي سعت لإعادة هيكلتها، غير أن النتائج لم تحقق التوقعات المرجوة.
مع هذه الصفقة، تعود "فيرساتشي" من جديد إلى الجذور الإيطالية، في مشهد قد يُحدث تغييراً في خريطة القوى الفاعلة في صناعة الأزياء العالمية.
