عندما نبدأ في التعرّف على شخص ما، وندخل في علاقة عاطفية، تكون المشاعر متضاربة وغامرة. في البداية، قد تبدو الأمور رائعة، ولكن في بعض الأحيان تظهر علامات تشير إلى أن الشخص الذي نواعده قد يعاني اضطراباً شخصياً خطيراً مثل السوسيوباتية.
وفقًا للدكتورة جين، المعالجة النفسية المختصة بالعلاقات، فإن السوسيوباتية، التي تعتبر المصطلح الشائع للاضطراب الشخصي المعادي للمجتمع، تتميز بعدم الاهتمام بالمبادئ الأخلاقية والقدرة على استغلال الآخرين بلا رحمة.
وهناك خطأ شائع إذ يتم تعريف الشخصية "السيسيوباتية" على أنها "سيكوباتية"، لكن بحسب الدكتورة راماني ديرفاسيلا فإن الاختلاف الأهم بين الشخصيتين، هو أن السيكوباتي يولد كذلك، بينما السيسيوباثي مكتسب من خلال البيئة والتربية والصدمات التي تعرض لها الشخص.
إليك بعض العلامات التي قد تشير إلى أنك في علاقة مع شخص سوسيوباتي.
يُعد الكذب إحدى أكثر السمات البارزة لدى الأشخاص الذين يعانون هذا الاضطراب. يميل السوسيوباتيون إلى التلاعب بالحقائق وتقديم معلومات غير صحيحة لأغراضهم الشخصية. سواء كان الأمر يتعلق بكذبة صغيرة حول مكان وجودهم أو كذبة كبيرة تتعلق بحياتهم بأكملها. إذا كنت تكتشف الكذب بشكل متكرر، فهذا قد يكون دليلاً على مشكلة أعمق.
الأشخاص الذين يظهرون سمات سوسيوباتية غالبًا ما يكونون متهورين، ولا يخططون للمستقبل. يتخذون قراراتهم بناءً على المشاعر اللحظية، ما قد يؤدي إلى عواقب سلبية. هذا السلوك قد يؤثر في حياتهم الشخصية والمهنية، ويجعل من الصعب عليك التنبؤ بتصرفاتهم.
يميل الأفراد المصابون بالسوسيوباتية إلى التعامل مع الغضب بشكل غير صحي. قد تجدهم سريعي الانفعال، ويتعاملون مع المواقف بصوت عالٍ أو حتى بالعنف الجسدي. ما يسبب توترًا كبيرًا في العلاقة، ويجعلك تشعر بأنه يتوجب عليك الحذر في كل كلمة وتصرّف معهم.
قد يكون السوسيوباتيون متهورين بشأن سلامتهم وسلامة الآخرين. قد يتورطون في سلوكيات خطرة، مثل القيادة بسرعة أو المشاركة في أنشطة غير قانونية، دون التفكير في العواقب. إذا شعرت بعدم الأمان في أثناء وجودك معهم، فهذا أمر يجب أخذه بعين الاعتبار.
السوسيوباتيون غالبًا ما يجدون صعوبة في الحفاظ على الوظائف أو الالتزامات المالية. بل يميلون إلى استغلال الآخرين للحصول على ما يحتاجون إليه، ما يجعلهم يعتمدون على الآخرين في توفير احتياجاتهم الأساسية.
لا يشعر السوسيوباتيون بأن القوانين تسري عليهم. تاريخهم قد يتضمن اعتقالات أو سلوكيات غير قانونية. إذا كان الشخص الذي تتعرف إليه يعبّر عن عدم احترام واضح للقوانين، أو يبرر أفعاله بشكل متكرر، فقد يكون ذلك إشارة على خطر محتمل.
أحد أكثر الجوانب المقلقة للسوسيوباتيين هو عدم شعورهم بالندم. إنهم يفتقرون إلى التعاطف، ولا يشعرون بأي تأنيب ضمير عن الأذى الذي قد يتسببون فيه للآخرين. إذا كان لديك شعور بأن الشخص الذي معك غير قادر على الاعتراف بخطئه، فهذا يعد علامة تحذيرية.
من المهم أن نتذكر أن العلاقات الصحية تستند إلى الثقة والاحترام المتبادل. إذا كانت لديك شكوك حول سلوك شريكك، أو إذا لاحظت ظهور بضع علامات من هذه العلامات، قد يكون من الأفضل إعادة تقييم العلاقة.
تذكر أن الوقوع في علاقة مع شخص سوسيوباتي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية وعاطفية خطيرة. في نهاية الأمر، إذا شعرت بأن العلاقة تسبب لك التوتر أو الخوف، فلا تتردد في الابتعاد. صحتك النفسية وسلامتك هما الأولوية القصوى.