في حادثة صادمة شهدتها مدينة بوريتيكوبو في شمال البرازيل، ابتلعت حفرة ضخمة في الأرض أكثر من 50 منزلاً، مما أدى إلى وقوع كارثة تهدد حياة السكان وتدمير ممتلكاتهم.
هذه الحفرة ليست الوحيدة من نوعها، حيث ظهرت عدة حفر مشابهة في أنحاء المدينة، ما يضع المجتمع المحلي في حالة من الخوف والقلق.
الحفرة التي ظهرت في المدينة أسفرت عن دمار واسع النطاق، حيث أُبْلِغ عن 26 حفرة أخرى يتراوح طول كل واحدة منها 289 مترًا، منتشرة حول المدينة بشكل مقلق.
ووفقًا للحكومة المحلية، التي وصفت الحادثة بأنها "كارثة حقيقية"، فقد تأثر أكثر من 73 ألف شخص في المدينة جراء هذه الحفر المتعددة.
تشير التحقيقات الأولية إلى أن هناك عدة عوامل ساهمت في حدوث هذه الظاهرة الخطيرة؛ من أبرز هذه العوامل هو سوء التخطيط العمراني منذ تأسيس المدينة في عام 1994، حيث تم تجاهل بعض المعايير الأساسية في تصميم البنية التحتية.
إضافة إلى ذلك، لعبت العوامل البيئية دورًا كبيرًا في تفاقم المشكلة، حيث إن إزالة الغابات المحيطة بالمدينة ساهمت في ضعف التربة وزيادة تأثرها بالعوامل المناخية، مثل الأمطار الغزيرة.
هذا أدى إلى تحول الأرض إلى بيئة أكثر هشاشة، مما جعلها غير قادرة على تحمل الضغط الناتج عن الأمطار، ومن ثم تسارع ظهور هذه الحفر المدمرة.
نتيجة لهذه الحفر، لقي نحو 7 أشخاص حتفهم بعد أن سقطوا في الحفر العميقة، فيما أصيب العديد بجروح خطيرة. من بين المصابين، أُبْلِغ عن حالة شرطي متقاعد تعرض لكسور خطيرة في ذراعه وقدمه.
المأساة لا تقتصر على الإصابات فقط، بل تشمل أيضًا تهديد حياة مئات الأشخاص الذين أصبحوا عرضة لخطر فقدان منازلهم.
نحو 1200 شخص مهددون بفقدان مساكنهم؛ بسبب الانهيارات الأرضية المستمرة. وقد دُمِّر العديد من المباني بالفعل، مما أدى إلى زيادة حالة الطوارئ في المدينة.
حكومة مدينة بوريتيكوبو بدأت باتخاذ تدابير عاجلة للتعامل مع هذه الكارثة، ونُشِرَت فرق إنقاذ لمساعدة المصابين وتقديم الدعم للمتضررين.
كما أُعْلِن عن خطط لإجلاء الأسر التي تسكن في المناطق المعرضة للخطر وتقديم المساعدات الإنسانية بشكل فوري.
إضافة إلى ذلك، تسعى الحكومة المحلية إلى تحديد أسباب الكارثة بشكل دقيق والعمل على إيجاد حلول لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً، بما في ذلك تحسين البنية التحتية، والحد من إزالة الغابات، وتعزيز إجراءات الوقاية من الكوارث الطبيعية.
تظل كارثة بوريتيكوبو مثالاً صارخاً على التحديات التي تواجه المدن التي تتعامل مع مشكلات بيئية وتخطيطية معقدة، بينما تُتَّخَذ خطوات عاجلة للتخفيف من الأضرار ومعالجة الوضع، تبقى الحاجة إلى تفكير طويل الأمد لحماية المدينة وسكانها من كوارث مشابهة في المستقبل.