كشفت السلطات الكورية الجنوبية أنها ستنفق 451.3 مليار وون (نحو 327 مليون دولار) على مدى السنوات الخمس المقبلة لـ"إنشاء مدينة لا يشعر فيها أحد بالوحدة".
تهدف السلطات من إنشاء تلك المدينة الحد من ظاهرة الوفيات الناجمة عن الوحدة في البلاد، والمعروفة باسم "جودوكسا"، وتوفير مستشارين متخصصين في الشعور بالوحدة على خط ساخن يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ومنصة عبر الإنترنت للاستشارات المماثلة.
وأفاد رئيس بلدية سول، أوه سي هون، في بيان صحفي: بأن الشعور بالوحدة والعزلة ليسا مجرد مشكلات فردية، بل هما مهمتان يجب على المجتمع حلهما معًا.
وأضاف: المدينة ستحشد كل قدراتها لمساعدة الأشخاص الوحيدين على التعافي والعودة إلى المجتمع.
على مدار العقد الماضي شهدت البلاد زيادة في أعداد الشباب الذين يقضون أيامهم معزولين في المنزل، غالبًا لعدة أشهر في المرة الواحدة.
وأصبحت الظاهرة، المعروفة بالمصطلح الياباني "هيكيكوموري"، شائعة بشكل متزايد في البلاد، حيث تضم كوريا الجنوبية ما يصل إلى 244000 من هؤلاء المنعزلين في عام 2022، وفقًا لتقرير شبكة CNN.
ووفق التقرير، ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن الوحدة إلى 3661 العام الماضي، مقارنة بـ3559 في عام 2022، و3378 في عام 2021، وفقًا لأحدث الأرقام التي أصدرتها وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية.
ويشير التقرير إلى أنه جزء من هذه الزيادة قد يكون التعريف الجديد الأوسع الذي طرحته الوزارة لـ"الموت المنفرد".
وبحسب الوزارة، فإن أكثر من 84% من حالات الوفاة بسبب الوحدة المسجلة العام الماضي كانت بين الذكور، أي أكثر من خمسة أمثال عدد الوفيات بين الإناث.
كما يشكل الرجال في الخمسينيات والستينيات من العمر أكثر من نصف المجموعة الإجمالية، ما يجعلهم "أكثر عرضة لخطر الموت بمفردهم".