سواء أكان الأمر متعلقا برحلة مكوك إلى الفضاء أو شراء أكبر يخت في العالم، يميل رواد الأعمال الأثرياء في مجال التكنولوجيا إلى منافسة بعضهم على الدوام.
وانسجامًا مع ما سبق، أطلق مليونير التكنولوجيا "بريان جونسون" أولمبياد تجديد الشباب، وهي مبادرة تنقل منافسة الأثرياء إلى مستوى آخر.
"اعكس عمرك"
لا يتنافس المشاركون في الأولمبياد على قدراتهم البدنية، بل على "إبطاء" أعمارهم البيولوجية من خلال تعديل أنظمتهم الغذائية وممارسة النشاطات الرياضية، وإجراء فحوصات متقدمة بانتظام.
ويتسابق المشاركون لمعرفة من مِن بينهم الأبطأ بالتقدم بالسن، أو كما يصفها موقع Rejuvenation Olympics: "تفوز عندما لا تصل إلى خط النهاية أبدا".
ومن بين المشاركين في هذه اللعبة الغريبة، نذكر "ستيف أوكي"، منسق الأغاني ووريث سلسلة مطاعم بينيهانا، ومدرب اللياقة "بن جرينفيلد"، والمليونير والمدافع عن علم إطالة العمر "بيتر ديامانديس".
وفي الوقت الحالي، يتصدر مليونير التكنولوجيا "بريان جونسون" البالغ من العمر 46 عامًا القائمة، إلا أن الـ 46 سنة تلك ليست إلا عمره الزمني لا البيولوجي.
ويدّعي جونسون أنه يتناول أكثر من 30 كيلو من الخضراوات شهريًا، ويتلقى عمليات نقل دم من ابنه البالغ من العمر 17 عامًا، كما يرتدي قبعة شعاعية تحفز نمو شعره.
يؤكد جونسون أن نسبة الدهون في جسمه انخفضت إلى نسبة خطيرة بلغت 3%، إلا أنها ارتفعت منذ ذلك الحين بضع نقاط لتصبح طبيعية.
كلفة اللعبة
تكلف هذه اللعبة أموالًا طائلة، ووفقًا لتقرير صادر عن موقع Longevity.Technology للأخبار وتحليل السوق، فإن استثمارات تزيد عن 5 مليارات دولار تدفقت على الشركات المرتبطة بإطالة العمر.
وفي هذا العام وحده، يقال إن جونسون سينفق ما لا يقل عن مليوني دولار لتقليل عمره البيولوجي.
"ليس من الممكن عكس عمرك”.خبير الشيخوخة ستيوارت جاي أولشانسكي
ليس جونسون وغيره من المتنافسين في هذه اللعبة الوحيدين في محاولاتهم لتحدي الزمن، إذ يلجأ آخرون إلى العلاج بالأكسجين عالي الضغط أو يزرعون أجهزة في أجسامهم لمراقبة الصحة والعيش لفترة أطول أو حتى حقن أنفسهم بدماء شابة، بينهم مؤسس تويتر "جاك دورسي" الذي اشتهر بعاداته الصحية الغريبة؛ يأكل وجبة واحدة في اليوم ويتأمل لمدة ساعتين على الأقل، كما يواظب على حمامات الجليد.
من جانبه، قال "ستيوارت جاي أولشانسكي"، خبير الشيخوخة وأستاذ علم الأوبئة في جامعة إلينوي: "ليس من الممكن عكس عمرك"، لكنه وصف صناعة "مكافحة الشيخوخة" بأنها ثاني أقدم مهنة في العالم، فالإنسان يسعى دومًا لأن يكون أكثر صحة وأصغر عمرا.