يحتل الأجداد مكانة فريدة وبالغة الأهمية في حياة الأطفال، وهم يؤدون دورًا مختلفًا عن الذي يلعبه الآباء والأمهات في حياة أطفالهم.
وليس الأطفال هم المستفيدين وحدهم، فالعلاقة بين الأجداد والأحفاد تحمل في طياتها فوائد عظيمة لكل من الجيلين، وتسهم في تحسين جودة حياة الأجداد والأحفاد على حد سواء، وبناء أساس متين لأسرة صحية ومترابطة.
هنا نستكشف الفوائد المتبادلة للعلاقة بين الأجداد والأحفاد، مسلطين الضوء على تأثيرها على كبار السن والصغار على حد سواء، كما نقدم رؤى حول كيفية تعزيز هذه الروابط.
الفوائد البدنية والنفسية للأجداد
عمر أكثر:
وفقًا لدراسة أُجريت في برلين، الأجداد الذين يشاركون في رعاية أحفادهم يعيشون فترة أطول مقارنةً بأقرانهم الذين لا يشاركون في الرعاية.
تباطؤ التدهور المعرفي:
التفاعل بين الأجيال يبطئ من التدهور المعرفي، ويقلل من احتمالية ظهور الخرف بين كبار السن؛ ما يعزز بدوره صحتهم البدنية العامة، ويسهم في تحسين نوعية حياتهم.
الراحة النفسية:
الأجداد الذين لا يتفاعلون مع أحفادهم يمكن أن يواجهوا تأثيرات سلبية على صحتهم العقلية، مثل: الاكتئاب، وفقدان الدافع، والميل إلى السلبية.
الفوائد الاجتماعية والعاطفية للأحفاد
تعلم المهارات الاجتماعية والعاطفية:
الأطفال والمراهقون يستفيدون من تجربة الأجداد في التعامل مع الآخرين وفهم العواطف؛ ما يساعدهم على بناء مهارات اجتماعية قوية وتحقيق استقرار عاطفي.
الأمان والراحة النفسية:
الأجداد يوفرون جوًّا من الأمان والحنان، يعزز من شعور الأطفال بالاستقرار والراحة النفسية.
تعلم الحكمة:
الطهي والبستنة والمشاركة في الأنشطة الخارجية يمكن أن تقوي الروابط الأسرية، وتنقل الحكمة والتقاليد بين الأجيال.
مساحة للوالدين:
يساعد الأجداد في الرعاية، خاصة في العائلات المزدحمة أو التي يعمل فيها الوالدان، كما يقدمان فرصة للوالدين لقضاء بعض الوقت الخاص؛ ما يخفف الضغوط اليومية، ويعزز من الجو الإيجابي في الأسرة.
إستراتيجيات تعزيز الروابط بين الأجداد والأحفاد
استخدام التكنولوجيا للتواصل:
بفضل التكنولوجيا، يمكن تنظيم الأنشطة عبر الإنترنت من خلال الفيديو والرسائل النصية؛ ما يجعل التواصل ممكنًا بغض النظر عن المسافات. استخدام منصات مثل Zoom أو FaceTime يسمح بتحقيق التواصل البصري، وتبادل اللحظات اليومية.
إرساء التقاليد:
الأنشطة المشتركة بين الأجيال تعزز الروابط، وتنقل الثقافة والمعرفة. الطبخ مثلاً، حيث يمكن للأجداد تعليم أحفادهم وصفات عائلية قديمة؛ ما يخلق فرصًا للتعلم والمشاركة والذكريات الدافئة.
الاحتفال بالعطلات والمناسبات المهمّة
المشاركة في العطلات والاحتفالات الكبرى تقوي الروابط العائلية، وتعزز الشعور بالانتماء والتقدير بين الأجيال.
مواصلة الجهود:
العلاقة المتينة تحتاج إلى وقت، وطاقة، وجهود مستمرة. الأنشطة المنتظمة والمكالمات المجدولة تساعد على بناء عادات تواصل إيجابية، وتعزز الشعور بالأمان والمحبة بين الأجيال.
بناء الجسور حتى دون الأجداد:
حال عدم وجود الأجداد، يمكن تعويض ذلك بالتواصل مع كبار السن في المجتمع، مثل: دفع الأطفال للتطوع في دور الرعاية، أو المشاركة في نوادي الكبار، حيث يمكنهم التعلم من تجارب الكبار وقصصهم.