تمثّل اصطدامات الطيور بالطائرات أحد أخطر التحديات التي تواجه صناعة الطيران العالمية، فهذه الحوادث، المعروفة باسم "ضربات الطيور"، قد تُسبب أضرارًا مادية كبيرة، وقد تكون لها آثار مميتة في بعض الحالات. استنادًا إلى تقرير لجنة ضربات الطيور الأمريكية "Bird Strike Committee USA"، تحدث معظم الحوادث في أثناء الإقلاع أو الهبوط، حيث تكون الطائرات على ارتفاعات منخفضة، ما يزيد من احتمالية اصطدامها بالطيور.
ضربات الطيور هي حوادث اصطدام الطيور بالطائرات أثناء الطيران، وتحدث غالبًا نتيجة تقاطع مسارات الطيور والطائرات في مناطق منخفضة الارتفاع.
وفقًا لتقرير إدارة الطيران الفيدرالية (FAA، 2021)، تقع 92% من ضربات الطيور عند ارتفاعات أقل من 3000 قدم، وهي الارتفاعات التي تكثر فيها حركة الطيور المهاجرة والطائرات أثناء الإقلاع أو الهبوط.
يشير تقرير منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO، 2021) إلى أن أكثر من 80% من ضربات الطيور تحدث في محيط 13 كيلومترًا من المطارات.
بناءً على بيانات لجنة ضربات الطيور الأمريكية (Bird Strike Committee USA)، يمكن تصنيف أخطر أنواع الطيور كالتالي:
بسبب حجمه الكبير، الذي يتراوح بين 4 و6 كيلوجرامات، يُعتبر الإوز الكندي من أكثر الطيور التي تسبب أضرارًا بالغة للطائرات.
حيث إن في حادثة الرحلة "US Airways Flight 1549" عام 2009، أدى اصطدام سرب من الإوز الكندي بتعطل محركات الطائرة بالكامل، مما اضطر الطيار للهبوط اضطراريًا في نهر هدسون.
والجدير بالذكر أن الإوز الكندي ينتشر في أمريكا الشمالية، ويُهاجر في الشتاء إلى جنوب الولايات المتحدة والمكسيك.
النورس طائر متوسط الحجم، ينتشر بكثرة بالقرب من السواحل والمطارات الساحلية. يشير تقرير (ICAO، 2021) إلى أن النورس مسؤول عن حوالي 16% من الحوادث المُبلغ عنها سنويًا.
تنتشر طيور النورس على نطاق واسع في أوروبا وأمريكا الشمالية. تُسجل أعلى معدلات الاصطدام في المطارات الساحلية مثل مطار لندن هيثرو في المملكة المتحدة ومطار لوس أنجلوس في الولايات المتحدة.
البجع هو طائر كبير الحجم، يصل وزنه إلى 15 كيلوجرامًا. يتميز بتحليقه الجماعي وسرعته العالية، مما يزيد من احتمالية اصطدامه بالطائرات.
تشير التقارير إلى أن المطارات القريبة من المناطق الساحلية، مثل مطار كيب تاون الدولي في جنوب إفريقيا، تشهد تكرارًا في الحوادث المرتبطة بالبجع.
النسور والصقور طيور جارحة تتميز بقوة بنيتها وسرعتها العالية، حيث تُسبب هذه الطيور أضرارًا جسيمة عند اصطدامها بالطائرات، خاصةً المحركات.
وتنتشر النسور والقصور في المناطق الجبلية والصحراوية، وخاصة بنسبة كبيرة في آسيا وأمريكا الجنوبية.
الغربان طيور متوسطة الحجم، لكنها تُشكل خطرًا كبيرًا بسبب تحليقها في أسراب كبيرة. وتشير التقارير إلى أن الغربان مسؤولة عن حوالي 7% من ضربات الطيور عالميًا.
تتواجد في المناطق الحضرية والريفية في جميع أنحاء العالم، مع تسجيل حوادث متكررة في مطارات المدن الكبرى.
وفق لتقرير Bird Strike Committee USA، فإن يوجد بعض الطرق للتقليل من هذه الحوادث ومنها:
تعديل البيئة المحيطة بالمطارات من خلال إزالة البحيرات المفتوحة والمستنقعات القريبة من المدارج، وزراعة نباتات غير جذابة للطيور حول المطارات.
استخدام التكنولوجيا الحديثة من خلال تركيب أنظمة رادارية متخصصة لرصد تحركات الطيور، واستخدام أنظمة صوتية وبصرية لإبعاد الطيور عن المدارج.
التعاون مع علماء البيئة من خلال دراسة أنماط الهجرة للطيور المهددة للسلامة الجوية لتحديد أوقات الخطر القصوى، بالإضافة إلى العمل على حماية الموائل الطبيعية للطيور بعيدًا عن المناطق الحضرية والمطارات.