عندما يتعلق الأمر باستمرار العلاقة ونجاحها، فإن عليكِ النظر إلى ما هو أبعد من الحب، والبحث عن شيءٍ يدوم ويمكنه إرضاؤكِ على المدى الطويل، فأنتِ تستحقين تلك العلاقة التي تضمن لكِ الجودة في حياتكِ القادمة.
ولذا، فإن السؤال الذي ربما تطرحينه الآن، هو كيف أعرف ما إذا كانت علاقتي ذات جودةٍ عالية، وكيف يمكنني معرفة ما إذا كنت قد عثرت عليها أخيرًا؟
والإجابة عن هذا السؤال تكمن في العلامات الموجودة حولكِ، إذ إن العلاقة الناجحة وذات الجودة لها سماتٌ مميزة، تجعلكما متألقين كثنائي.
ولذلك، ألقي نظرةً وتعمقي في علاقتكِ واعرفي ما إذا كانت هذه العلامات التي نرصدها لكِ هنا موجودةً بالفعل لديكِ ولدى شريككِ، وعيشي لحظة انتصار في حال كانت هذه السمات موجودة، فأنتِ تعيشين علاقةً مميزة.
تستطيعين مشاركة أفكارك ومشاعرك بكل صدق
تحتاج أي علاقةٍ إلى التواصل الصادق من أجل استمرارها، ومن المهم أن نكون قادرين على مشاركة ما يدور في أذهاننا، وفي قلوبنا مع أحبائنا؛ إذ إن ذلك يساعد على التقريب بيننا وبينهم وهو مهم لإنشاء علاقة صحية.
وقد لاحظت دراسة نفسية أن هذا ما يُعرف بالكشف عن الذات العاطفية للشريك المستجيب، يساهم في وصول العلاقة مرحلةً من الجودة العالية، إضافةً إلى أن الأزواج الذين يمكنهم التعبير بحرية عما يشعرون به يتمتعون بعلاقات أكثر سعادة، ويشعرون أيضًا بالسعادة أيضاً داخل أنفسهم.
تشعرين أنكِ مفهومة
يتوقع معظمنا أن تقدم لهم العلاقة العاطفية شعورا بالارتباط العميق، إذ نريد أن نكون مسموعين ومفهومين حقًا، ومن ثم الشعور بالانتماء.
وعندما تكونين مع شخصٍ تهتمين به، ولكن لا يبدو أنه "يفهمكِ"، فقد تشعرين بالعزلة، وقد أظهرت الدراسات أننا نشعر بالسعادة الحقيقية عندما نشعر بالفهم.
ولمعرفة ذلك، فيجب أن تقرئي شريككِ؛ إذ حينما يكون متفهماً سيتمكن من قراءة الإشارات العاطفية الخاصة بك، وسيعرف وجهات نظركِ في الأمور، وسيستمع إليكِ بشكل جيد، وسيشارككِ اهتماماتكِ وأذواقكِ وروح الدعابة التي تمتلكينها، أي أن جزءًا كبيرًا من كونكِ مفهومًا يأتي من احتضانكِ لما أنتِ عليه.
يقبل كل منكما الآخر كما هو
يدخل بعضهم علاقةً مع شخصٍ ما وهم يعتقدون أنه بمجرد إجراء بعض التعديلات عليه، سيكونون سعداء معًا، ولكن هذا ليس صحيحًا؛ إذ يتجاهل الحقيقة الأساسية المتمثلة في أننا لا نستطيع تغيير الشريك.
ولذا، في العلاقات عالية الجودة، يسمح الأزواج لبعضهم بعضا بأن يكونوا على طبيعتهم تمامًا، وهذا يعني احتضان العيوب ونقاط الضعف كجزء منها.
ولا نعني هنا أن علينا أن نحب كل شيءٍ في نصفنا الآخر، ولكننا بحاجة إلى احترام كل ما فيه.
حل النزاعات
لا مفر من الخلافات، وقد تحدث في الكثير من الأحيان، إلا أن ما يميز العلاقة ذات الجودة العالية هو أنه عند حدوث الخلافات، فإن الشريكين يهتمان بإيجاد الحلول أكثر من اهتمامهما بالفوز بالجدال، وفي بعض الأحيان، يعني ذلك تقديم تنازلات من كلا الجانبين.
كما أنه عندما تتوتر الأعصاب، تحاولان سماع بعضكما بعضا ومنح بعضكما بعضا منصة للتحدث، وهذا يساعد على الحفاظ على قدر أكبر من الانسجام وتقليل الأوقات السيئة.
هناك سعادة وتوتر في العلاقة، ولكن السعادة أكثر
من السهل أن ننجرف في الرؤى المثالية للسعادة الأبدية، ولكن الحقيقة هي أن العلاقات الحقيقية يمكن أن تبدو عادية بعض الشيء أو متوترة في بعض الأحيان.
وعلى مدار علاقتك، يجب أن تكون هناك دائمًا حالات سعادة أكثر بكثير من حالات التوتر، إذ إن العلاقات عالية الجودة مستقرة وثابتة إلى حد كبير، وهذا ما يتيح لكِ أن تشعري بالأمان.
وتذكري أنه بغض النظر عن مقدار الحب الموجود، فإن العلاقة التي تعاني الكثير من المشاكل والدراما تصبح سامة.