يشهد سكان الأرض حدثًا فلكيًا نادرًا يتمثل في مرور المذنب "أطلس C/2024 G3" قرب الأرض، وهو مذنب لا يزور النظام الشمسي إلا مرة واحدة كل 160 ألف عام. ومن المتوقع أن يكون هذا المذنب أحد أكثر المذنبات سطوعًا في العام، مما يجعله مشهدًا فريدًا يستحق المتابعة.
اكتشف المذنب "أطلس" عبر نظام أطلس للمسح، وبدأ رحلته البطيئة نحو النظام الشمسي الداخلي. سيصل إلى الحضيض، وهو أقرب نقطة له من الشمس، يوم الاثنين 13 يناير 2025، على بعد 8.3 مليون ميل من الشمس.
وعلى الرغم من هذه المسافة، فإنها تُعد قريبة جدًا بمعايير الفلكيين، مما يجعل المذنب "متسكعًا حول الشمس".
ووفق صحيفة ديلي ميل، فإن هذا القرب الشديد من الشمس هو ما يتيح للمذنب أن يصبح مرئيًا للمرة الأولى منذ عشرات الآلاف من السنين. وقال الدكتور شيام بالاجي، الباحث في علم الكونيات بجامعة كينجز كوليدج لندن، إن المراقبين في نصف الكرة الأرضية الشمالي يمكنهم رؤية المذنب في الأيام القريبة من الحضيض.
وفقًا للتقارير الفلكية، يمكن مشاهدة المذنب في الفترة ما بين 12 و14 يناير. في مساء يوم 14 يناير، سيكون المذنب مرئيًا لمدة قصيرة بعد غروب الشمس، إذ يقع على ارتفاع سبع درجات فوق الأفق الغربي الجنوبي الغربي. ينصح باستخدام المناظير أو التلسكوبات الصغيرة للحصول على رؤية أفضل، خاصةً مع انخفاض سطوعه في السماء.
أما في 13 يناير، فسيكون المذنب في أشد حالاته سطوعًا نظريًا، وربما يكون مرئيًا حتى خلال النهار. ومع ذلك، حذر موقع Space.com من مخاطر البحث عن المذنب في أثناء النهار، مشيرًا إلى أن النظر إلى الشمس مباشرة قد يسبب تلفًا خطيرًا في العين.
المذنب "أطلس C/2024 G3" هو بقايا متجمدة من تكوين النظام الشمسي، ويتكون من مزيج من الجليد والغبار والصخور. مع اقترابه من الشمس، يبدأ المذنب في التسخين والذوبان، مطلقًا غازات وجسيمات تشكل ذيلًا مضيئًا يمتد لملايين الأميال، مما يخلق المشهد السماوي الرائع الذي يمكن رؤيته بالعين المجردة أو عبر التلسكوبات.
بالإضافة إلى الرؤية التقليدية، يمكن متابعة المذنب عبر الإنترنت بفضل المرصد الشمسي والهيليوسفيري (SOHO)، مما يتيح للجمهور حول العالم فرصة متابعة هذا الحدث الاستثنائي.
وفي حال نجا المذنب من حرارة الحضيض، من المتوقع أن يواصل رحلته ليصبح مرئيًا لسكان نصف الكرة الجنوبي بعد غروب الشمس في الأيام القادمة.
تحذيرات: تجنب النظر إلى الشمس في أثناء محاولة رصد المذنب في النهار لتجنب أي أضرار للعين.