القمر الأزرق العملاق: حقيقة أم خرافة؟.. خفايا الظاهرة الفلكية النادرة

يسطع "القمر الأزرق" في سماء نصف الكرة الأرضية الشمالي، مساء الاثنين 19 أغسطس/آب 2024، إيذانا باكتمال ثالث قمر عملاق من أصل أربعة خلال موسم الصيف.

 

ومن المعتاد أن يطلق على قمر أغسطس/آب اسم "قمر ستورجون"، لكن هذا العام يعرف باسم "القمر الأزرق العملاق" في ظاهرة فلكية نادرة ورائعة، إذ يسطع كأكبر وألمع قمر مكتمل لعام 2024 حتى الآن.

 

ورغم أن هذا الحدث الفلكي لا يؤثر في الأرض، أو على الحياة عليها بشكل مباشر، فإنه يثير اهتمام كثيرين نتيجة لندرة حدوثه، ما يجعله مثيرًا للاهتمام والفضول.

إلى جانب أن القمر العملاق يقدم منظرًا خلابًا يجذب الكثيرين لمشاهدته، فضلا عن ارتباطه بأساطير وحكايات عديدة في مختلف الثقافات، ما يزيد أهميته الثقافية.

 

الأساطير والحقائق حول القمر الأزرق العملاق

 

 

 

 

 

ظل القمر الأزرق موضوعًا للكثير من الأساطير والخرافات عبر التاريخ، لكن هذا المصطلح عاد ليتردد مؤخرا، ما أثار فضول الكثيرين حول هذه الظاهرة الفلكية. هل هي حقيقة علمية أم خرافة ومجرد مصطلح يستخدم لجذب الانتباه؟.

 

ووفقا لموقع mooncratertycho فإن القمر الأزرق ليس أزرق اللون في الواقع، على الرغم من اسمه، بل هو مصطلح يستخدم لوصف البدر الثاني في الشهر التقويمي الذي يحتوي على قمرين مكتملين. 

 

 

 

وهذه الظاهرة الفلكية نادرة الحدوث نسبيًا، إذ تحدث مرة واحدة فقط كل 2.7 سنة أو مرة واحدة تقريبًا كل 30 شهرًا، أي 7 مرات في الدورة الميتونية التي تبلغ 19 عامًا.

 

القمر الأزرق هو مصطلح فلكي يشير إلى قمر مكتمل إضافي يظهر في قسم فرعي من السنة، ورغم أنه لا علاقة لهذا المصطلح باللون الفعلي للقمر، فإنه قد يحدث قمرا أزرق بصريًا في ظل ظروف جوية معينة.

 

يُستخدم مصطلح "القمر الأزرق" منذ قرون لوصف حدث نادر، وقد ارتبط بالعديد من الأساطير والخرافات. وفيما يلي بعض أشهرها:

 

ومن أكثر الأساطير شيوعًا حول القمر الأزرق العملاق ما يلي:

 

1. قمران مكتملان في شهر واحد

 

إحدى أكثر الأساطير شيوعًا حول القمر الأزرق هي أنه القمر المكتمل الثاني في شهر تقويمي. وقد انتشر هذا التعريف لأول مرة في أربعينيات القرن العشرين من خلال تفسير خاطئ لمقال في مجلة Sky & Telescope. ومع ذلك، فإن هذا التعريف ليس المعنى الأصلي للقمر الأزرق.

 

2. حدث نادر

 

التعريف الأصلي للقمر الأزرق هو القمر المكتمل الثالث في موسم به أربعة أقمار مكتملة. يعود هذا التعريف إلى تقويم مزارعي ولاية ماين في أوائل القرن التاسع عشر. نظرًا لأن الفصول عادةً ما يكون بها ثلاثة أقمار مكتملة فقط، فقد اعتُبر الموسم الذي يحتوي على أربعة أقمار مكتملة نادرًا ومميزًا.

 

3. القوى السحرية

 

في بعض الثقافات، يُعتقد أن القمر الأزرق يتمتع بقوى سحرية. على سبيل المثال، في الفولكلور الأمريكي الأصلي، القمر الأزرق هو الوقت الذي يمكن فيه التواصل مع الأرواح والأجداد، ويمكن تحقيق الأمنيات.

 

4. النبوءات والبشائر

 

في بعض الثقافات، يُنظر إلى القمر الأزرق كعلامة على الأحداث المهمة القادمة، سواء كانت جيدة أو سيئة. اعتقدت بعض الثقافات القديمة أن القمر الأزرق كان تحذيرًا من كارثة وشيكة، بينما اعتبره آخرون علامة على حسن الحظ.

 

5. الحب والرومانسية

 

في الثقافة الشعبية، غالبًا ما يرتبط القمر الأزرق بالحب والرومانسية. غالبًا ما تُستخدم عبارة "مرة واحدة في القمر الأزرق" لوصف شيء نادر ومميز، مثل لقاء صدفة مع رفيق الروح.  

 

أسباب ظهور القمر الأزرق العملاق في السماء

 

 

 

 

 

القمر الأزرق العملاق هو في الحقيقة مصطلح يجمع بين ظاهرتين فلكيتين منفصلتين هما:

 

1. القمر الأزرق  (Blue Moon)

 

ويحدث عندما يكتمل القمر مرتين خلال شهر قمري واحد، وسبب تسميته لا علاقة له بأن القمر لونه أزرق، بل يعود أصل التسمية إلى عبارة إنجليزية قديمة "once in a blue moon" (مرة واحدة في القمر الأزرق)، وتعني شيئًا نادر الحدوث.

 

ولأن الأرض تدور حول الشمس والقمر يدور حول الأرض، وهذه الدورات ليست متطابقة تمامًا، فقد يؤدي ذلك إلى اختلاف طول الأشهر القمرية، وبالتالي يمكن أن يحدث اكتمال القمر مرتين في شهر واحد كل بضع سنوات.

 

2. القمر العملاق (Supermoon) 

 

يحدث القمر العملاق عندما يكون القمر في أقرب نقطة للأرض في مداره البيضاوي حولها، ويبدو أكبر وأكثر إشراقًا من المعتاد، وبسبب قربه من الأرض تكون قوة جاذبيته أكبر، مما يؤثر على المد والجزر.

 

وعندما يتزامن حدوث القمر الأزرق مع القمر العملاق نحصل على ما يسمى بـ "القمر الأزرق العملاق"، وهذا الحدث نادر نسبيًا، وقد لا يتكرر في العام نفسه.