تساعد مهارة الذكاء العاطفي على بناء علاقات قوية ودائمة، تتيح لنا التعاطف مع الآخرين وتفهّم وجهات نظرهم، وإدارة الخلافات بطريقة بناءة.
ويُمكن تشبيه الذكاء العاطفي بِبوصلة، تُرشدنا في سلوكنا وتفاعلاتنا مع الآخرين وفهم مشاعرهم، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
كما يساعد الذكاء العاطفي أيضًا، على تكوين روابط عميقة ودائمة مع العائلة والأصدقاء والزملاء.
ولكن كيف نُميّز بين الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي والنرجسي؟
هنا نُسلّط الضوء على ثلاث عادات أساسية، تُميّز الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي عن النرجسيين، لتحديد الأشخاص الذين يسببون لك المشاكل:
التأمل مقابل البراءة:
عندما يواجه الشخص الذكي عاطفيًا موقفًا صعبًا، يتوقف قليلًا للتفكير، فهو يحاول فهم وجهة نظر الطرف الآخر، حتى لو لم يكن يوافق عليها بالكامل. كما إنه يبحث عن دوره في المشكلة.
وبعد قليل من التأمل، قد يوافق أو يختلف مع الطرف الآخر، لكن عملية التفكير الذاتي هذه هي التي تميزه.
أما الشخص النرجسي، فردة فعله الفورية عند مواجهة أي مشكلة هي تبرئة نفسه. ويكون رد فعله الافتراضي "لم أقل ذلك. لم أفعل هذا. لم يكن أنا". كما لا يتوقف النرجسي للتفكير من منظور الطرف الآخر أو مراجعة نفسه، بل يسعى فورًا لإلقاء اللوم على الآخرين.
المواجهة مقابل الهروب:
يحاول الشخص ذو الذكاء العاطفي تجنب الصراع بشكل عام، ولكن عندما تظهر مشكلة في إحدى علاقاته، فإنه يتعامل مع الشخص الآخر مباشرة. هدفه هو فهم المشكلة وحلها للحفاظ على صحة العلاقة ومتانتها.
أما النرجسي، فيسارع إلى إشراك الآخرين دون علمك، يحاول كسبهم إلى جانبه عن طريق تحريف الحقائق ولعب دور الضحية. ويصورك على أنك "الشخص السيئ"، ويوقع بينك وبين الأصدقاء والمعارف المشتركين دون علمك. وفجأة، تجد نفسك تتلقى معاملة باردة منهم دون معرفة السبب.
تحمل المسؤولية مقابل دور الضحية:
يقرّ الشخص ذو الذكاء العاطفي بأخطائه، ويشعر بالندم ويسعى لتعويض الضرر الذي تسبب فيه. ولتعلمه من الأخطاء نادرا ما يكررها، وإذا تكررت، فقد يدركها قبل أن تسوء الأمور حقًا.
على العكس من ذلك، يتجنب النرجسي المسؤولية عن طريق لعب دور الضحية، يعيد كتابة السيناريو في رأسه ليبرئ نفسه، ويلقي باللوم على الآخرين.