عادة ما تُزوَّد المكملات متعددة الفيتامينات بنوعيات معادن وفيتامينات تكون مخصصة لاحتياجات الكثيرين، ولهذا نجد أن هناك مكملات تلبي متطلبات الأشخاص الرياضيين، ومكملات لمن هم فوق سن الخمسين ومكملات تساعد النساء اللواتي يرغبن في تحقيق حلم الإنجاب والأمومة.
وربما يكثر الحديث الآن عن جدوى تناول فيتامينات ما قبل الولادة بالنسبة للنساء غير الحوامل، وما إن كان لذلك خطورة على صحتهن أم لا، وهو ما نلقي عليه الضوء بتفاصيل أكثر في سياق السطور التالية، وفق ما نبَّه إليه باحثون وأطباء في مذكرات بحثية بهذا الخصوص.
الجدل المثار حول الموضوع يرجع في الأساس لاحتواء تلك الفيتامينات على حمض الفوليك (منتج اصطناعي).
ورغم أهميته في منع إصابة المواليد بالعيوب الخلقية، لكن يبقى السؤال حول الكمية التي يمكن للمرأة غير الحامل أن تتناولها من هذا الحمض يوميا في الفترة التي تكون مؤهلة فيها للإنجاب، والحقيقة أنها من الممكن أن تستفيد من 400 ميكروغرام يوميًّا.
والمشكلة الأخرى التي تخص فيتامينات ما قبل الولادة هي اشتمالها على نسبة عالية من الحديد، الذي يساعد الجسم على تكوين كرات الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين في كافة أنحاء الجسم، علما بأن المرأة الحامل تحتاج لنحو 27 ملليغرامًا من الحديد يوميًّا، مقارنة بالرجال والنساء بعد سن اليأس الذين يكونون بحاجة لـ 8 ملليغرامات فقط، ومع هذا، فإن النساء يحتجن في العموم لـ 18 ملليغرامًا لو كانت تأتيهنّ الدورة كل شهر ويفقدن بسببها الحديد مع دم الحيض.
وبينما يعتقد البعض أن من ضمن الآثار الجانبية المفيدة لتناول فيتامينات ما قبل الولادة والمرأة غير حامل هو أنها تساعد على تقوية أظافرها وشعرها، غير أن باحثين من مايو كلينك نفوا ذلك تمامًا، موضحين أن الكمية الزائدة من حمض الفوليك والحديد قد تحظى بآثار جانبية غير مرغوبة.
ما تأثيرات كثرة الحديد في فيتامينات ما قبل الولادة؟
من الضروري أن يستمر الجسم في إنتاج كرات الدم الحمراء التي تساعد على نقل الأكسجين للأنسجة، وهنا يأتي دور عنصر الحديد، الذي يسهم في تعزيز قدرة الجسم على إنتاج الهيموغلوبين، وهو بروتين ضروري لإنتاج كرات الدم الحمراء. وفي حال كان هناك نقص بالحديد، وفيتامين بي 12 أو حمض الفوليك، تتزايد احتمالات الإصابة بحالات فقر الدم أو الأنيميا، التي تتسم ببعض الأعراض التنبيهية ومنها الصداع، ومشاكل التركيز أو الشعور بضعف عام.
ونبه الباحثون هنا إلى أن فيتامينات ما قبل الولادة تحتوي على كمية زائدة من الحديد، وهو شيء مفهوم لحماية الحوامل من الأنيميا، لكن لو كان الجسم يحصل بالفعل على قدر كاف من الحديد من خلال النظام الغذائي، ففي تلك الحالة قد يكون لمكملات الحديد بعض الآثار الجانبية غير محمودة العواقب كالإمساك أو الإسهال، أو غيرهما من الآثار الجانبية المعوية، مثل: الغثيان، والقيء، وحرقة المعدة، وعسر الهضم، ونزيف البطن، ولهذا ينبغي الانتباه للأمر وأخذ ما يلزم من احتياطات.
وكذلك حذر الباحثون من أن الحديد الزائد في فيتامينات ما قبل الولادة قد يتسبب أيضًا في حدوث تقلبات مزاجية، واضطراب بمستويات الهرمونات، وحساسية من الشمس، أو حكة في الجلد.
ما الآثار الجانبية لحمض الفوليك؟
بداية يجب معرفة أن حمض الفوليك يساعد الجسم في إنتاج كرات الدم الحمراء ويساعد على تكسير العناصر الغذائية في الأطعمة، ويمكن الحصول عليه سواء من الأكل أو من المكملات الغذائية.
وهناك فيتامينات ما قبل الولادة تحتوي على ما يصل إلى 800 ملليغرام من حمض الفوليك، الذي يمتصه الجسم بشكل أفضل في الغالب من الفولات.
ومع أن الجسم سيتخلص من الكمية الزائدة من الحمض، لكن يجب الانتباه إلى أن تناول جرعات كبيرة منه قد يؤدي لمشكلات مرتبطة بالنوم أو التركيز، وانتفاخات، وغثيان، أو تهيج.
وكذلك في حال تناول المرأة غير الحامل أيًّا من فيتامينات ما قبل الولادة التي تحتوي على كمية زائدة من حمض الفوليك، فإن اهتمامها بالعلاقة الحميمة يقل، ولهذا لا يوصى بتناول تلك الفيتامينات إلا بمعرفة أو تحت إشراف الطبيب.
