يلبي ملايين المسلمين سنويا نداء الله بأداء فريضة الحج وزيارة بيته الحرام، ووسط التجمع البشري الأضخم في العالم يسقط كثر ضحايا لعدوى الجهاز التنفسي.
وتعد العدوى التنفسية بين الحجاج من الأمراض الشائعة التي تحدث نتيجة الرذاذ المتطاير المحمل بالفيروسات والبكتيريا مع السعال أو العطاس، مسببا حالات البرد والإنفلونزا والتهاب الشعب الهوائية الحاد وغيرها.
ومع اقتراب موسم الحج، تسلط الأضواء على الحجاج والصحة؛ للتوعية بأكثر الأمراض شيوعا وكيفية انتقالها وطرق علاجها والوقاية منها.
تعد الأمراض التنفسية من أكثر المشاكل الصحية شيوعا في الحج، سواء كانت عدوى الجهاز التنفسي السفلي أو العلوي، وفقا لوزارة الصحة السعودية.
وأوضحت الوزارة السعودية أن عدوى الجهاز التنفسي السفلي أقل شيوعًا من عدوى الجهاز التنفسي العلوي لكنها أكثر خطورة منها، وقد تسبب مضاعفات خطيرة إذا لم تُعالَج.
وتصنف المشاكل التنفسية ضمن الأمراض الفيروسية والبكتيرية في الحج، إذ تؤثر العدوى الفيروسية أو البكتيرية في أجزاء الجهاز التنفسي المختلفة كالقصبات الهوائية، مُتسببة بالتهابها.
ليس هذا فحسب بل إنها سريعة الانتشار من مريض لآخر؛ إذ تنتقل العدوى من الحاج المُصاب إلى المحيطين به من خلال الرذاذ الهوائي المرافق للسُعال أو العطاس والملوث بالبكتيريا أو الفيروس.
ومن أبرز أمراض الجهاز التنفسي المنتشرة بين الحجاج ما يلي :
أوضحت وزارة الصحة السعودية أن من أبرز طرق انتقال العدوى التنفسية بين الحجاج ما يلي:
تتشابه أعراض نزلة البرد والإنفلونزا الموسمية، إلا أنَّ أعراض الأخيرة قد تبدو أكثر حدة، وفقا لوزارة الصحة السعودية، موضحة أن معظم المصابين يتعافون في غضون 7 - 10 أيام تقريبًا.
ونزلة البرد عدوى فيروسية تؤثر في الحلق، وتسبب سيلان الأنف وارتفاع درجة حرارة الجسم، وعادةً ما تنتشر في فصلي الشتاء والربيع، لكن من الممكن الإصابة بها في أي وقت في السنة، كما أنه لا يوجد حتى الآن لقاح فعال ضد نزلات البرد.
أما الإنفلونزا فهي عدوى فيروسية حادة تنتشر بسهولة بين البشر وتهاجم الجهاز التنفسي؛ إذ يُصاب الإنسان بالعدوى عن طريق الأنف والفم وصولًا إلى الرئتين، وتتراوح ما بين إصابة خفيفة وحادة، وتصيب جميع الفئات العمرية.
تتضمن قائمة أعراض نزلات البرد والإنفلونزا ما يلي:
تتضمن طرق علاج البرد والإنفلونزا في الحج والعمرة ما يلي:
1- التزام الراحة قدر الإمكان.
2- تناول المسكِّنات وخافض الحرارة (ما لم يكن هناك ما يمنع ذلك) وفق الإرشادات الطبية.
3- شرب الكثير من السوائل وتناول الطعام الصحي.
4- استخدام بخاخ الاحتقان أو أقراص للتخفيف من انسداد الأنف
5- غرغرة المياه المالحة.
6- رفع الرأس أثناء النوم باستخدام وسائد إضافية لتسهيل التنفس، ومساعدة الصدر في التخلص من البلغم.
7- تجنب أخذ أي مضاد حيوي دون استشارة الطبيب.
يُعتبر الربو مرضًا مزمنًا يؤثر في الجهاز التنفسي، تحديدًا مجرى الهواء (الشعب الهوائية) المسؤولة عن نقل الهواء من الرئتين وإليها، ويتسبب في انقباض عضلات الشعب الهوائية وتضيقها؛ ما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وقد يصاحبه سعال وشهيق.
والربو مرضٌ غير مُعْدٍ ولا ينتقل من شخص إلى آخر، فهو من الأمراض المزمنة غير المعدية، مع ملاحظة أن الالتهابات الفيروسية التنفسية مثل نزلات البرد والإنفلونزا قد تسبب مضاعفات لمريض الربو ويجب تجنبها.
من أبرز أعراض نوبات الربو:
وفقا لوزارة الصحة السعودية، فإنه لا يوجد علاج يشفي تمامًا من الربو باعتباره من الأمراض المزمنة المستمرة، لكن يمكن التحكم فيه والسيطرة عليه بجرعات قليلة من الكورتيزون المستنشَق، والتي لا تسبب مضاعفات جانبية كبيرة.
ويمكن علاج نوبات الربو والوقاية منها من خلال:
1- استخدام بخاخ الربو الإسعافي وقت النوبات للتخلص من الأعراض.
2- استخدام بخاخ الربو الوقائي لمنع حدوث النوبات أو تقليلها قدر الإمكان.
3- تجنُّب مثيرات (مهيِّجات) الربو، وهي متعددة وتختلف من شخص لآخر.
4- الحصول على لقاح الإنفلونزا كل عام لتجنب الإصابة به وإثارة الربو.
5- الابتعاد عن الانفعالات النفسية الشديدة.
الالتهاب الرئوي عدوى خطيرة تصيب الرئتين، تؤدي إلى التهاب الحويصلات الهوائية في إحدى الرئتين أو كلتيهما، وقد تُملأ الحويصلات الهوائية بالسوائل أو بالصديد؛ ما يسبب أعراض المرض.
ومن المرجح أن تحدث عند الأطفال الصغار، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا، وأولئك الذين يعانون أمراضاً أخرى، مثل السكري أو الحالات التي تؤثر في القلب أو الرئتين أو لدى من يعانون ضعف المناعة، وفقا للوزارة.
يمكن أن يسبب التهاب الرئة أعراضًا حادة مثل:
1- الحمى أو القشعريرة
2- صعوبة في التنفس
3- السعال المصحوب ببلغم
يمكن علاج الالتهاب الرئوي الذي تسببه البكتيريا بالمضادات الحيوية، التي تُوصَف بوصفة طبية، لكن من يعانون مشاكل شديدة في التنفس عليهم التوجه للعلاج في المستشفى، ويشمل:
1- المضادات الحيوية عن طريق الوريد أو الفم.
2- السوائل الوريدية.
3- العلاج بالأكسجين.
4- في حالة الالتهاب الرئوي الناتج عن عدوى فيروسية عادةً لا يوجد علاج محدد غير الراحة، والنصائح المعتادة للسيطرة على ارتفاع درجة حرارة الجسم.
أوضحت الوزارة السعودية أن الالتهاب الرئوي هو أكثر المضاعفات شيوعًا لدى المصابين بمشاكل الجهاز التنفسي العلوي، خصوصا الإنفلونزا التي تسبب ما يلي:
- التهاب الشعب الهوائية.
- التهاب في الجيوب الأنفية والأذن.
- قد يعاني مصابو الربو من حدوث نوبات الربو أثناء الإنفلونزا.
- التهاب عضلة القلب.
- استجابة التهابية شديدة في الجسم
- تعفن الدم.
- الوفاة
قدمت وزارة الصحة السعودية نصائح للوقاية من أمراض الجهاز التنفسي في الحج وتشمل:
- ارتداء الكمامات، خاصة في الأماكن المزدحمة، مع ضرورة استبدالها من فترة لأخرى.
- استخدام المناديل لتغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال، ثم التخلص منها في سلة المهملات.
- إذا لم تتوافر المناديل، فيفضل استخدام أعلى الذراع وليس اليدين.
- عدم ملامسة العين والأنف أو الفم باليدين إلا بعد غسلهما جيدا.
- الاكتفاء بالمصافحة عند السلام على الآخرين ما أمكن ذلك.
- تجنب تأدية المناسك في الأوقات شديدة الازدحام قدر المستطاع.
- الابتعاد عن تيارات الهواء الباردة المباشرة (مثل: أجهزة التكييف) خاصة عندما يكون الجسم متعرقًا؛ فالتفاوت الشديد في درجة حرارة الجسم يؤثر على الصحة.
ويمكن للحجاج اتباع طرق طبيعية للوقاية من أمراض الجهاز التنفسي، وتشمل:
- التأكد من استكمال جرعات التطعيمات كلها قبل الحج بمدة.
- الإكثار من شرب الماء والسوائل خاصةً السوائل الدافئة، للمساعدة على تهدئة الأعراض مثل السعال.
- عدم شرب الماء شديد البرودة أو المثلج.
- غسل اليدين جيِّدًا بالماء والصابون أو بمعقم بصورة منتظمة.
- رفع الرأس أثناء النوم باستخدام وسائد إضافية لتسهيل التنفس، ومساعدة الصدر في التخلص من البلغم.
- ارتداء الكمامة معظم الوقت، والابتعاد قدر الإمكان عن باقي الحجاج في المخيم لتجنب نقل العدوى بينهم.
- فتح النوافذ والأبواب للسماح بدخول الهواء النقي عند مشاركة مساحة مع الآخرين.