ربما يُفضّل كثيرون تمضية الوقت الذي يمكثونه في الحمام خلال قضاء حاجتهم في تصفح هواتفهم المحمولة واستكشاف أحدث الأخبار والتطورات التي يتم تناقلها عبر مواقع السوشال ميديا.
ورغم شيوع تلك العادة بشكل كبير، لكن بعض الدراسات البحثية نبهت إلى خطورة تلك العادة وحثت على ضرورة تجنبها، كونها تحظى بكثير من التداعيات الصحية التي يجب الحذر منها تماما.
وتبين من النتائج التي خلص إليها الباحثون أن تلك العادة قد تزيد من خطر الإصابة بالبواسير، التي تكون على هيئة أوردة منتفخة داخليا أو خارجيا حول فتحة الشرج والمستقيم.
وبينما توجد البواسير لدينا جميعا، يقضي معظمنا عمره كله دون أن يدري بوجودها من الأساس.
ومع هذا، فإن البيانات والتقديرات الطبية تشير إلى أن فردا من بين كل 20 في الولايات المتحدة الأمريكية يشعر بأعراض مزعجة بسبب البواسير، وهي الأعراض التي قد تنطوي على الشعور بحكة، أو ألم، أو نزيف في المستقيم أو وجود كتل صلبة مؤلمة حول فتحة الشرج.
ما العلاقة بين وضعية جلوسك في الحمام وخطر إصابتك بالبواسير؟
قد يتساءل البعض عن العلاقة بين البواسير والوقت الذي يتم تمضيته في الحمام على هواتفنا الذكية، وهو ما رد عليه الدكتور روشيني راج، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي في جامعة نيويورك لانجون، بقوله "نظرا لأن التواليت يأخذ شكل الحلقة الدائرية، فإن الجلوس فوق الفتحة يعني انخفاض المستقيم والشرج قليلا أسفل الفخذين بشكل طبيعي؛ وهو ما يتسبب في حدوث ضغط على الأوردة. ويمكن للجلوس فترة طويلة على التواليت مع الاستمرار في تصفح الموبايل أن يُبقِي ذلك الضغط على المنطقة مدة أطول، ما يزيد من خطر الإصابة بمشكلة البواسير".
كما حذر جرّاح العمليات التجميلية المعتمد، الدكتور أنطوني يون، من المكوث فترات أطول من اللازم في الحمام، موضحا أن قضاء وقت طويل في التواليت أمر من شأنه أن يحفز الدم ليتراكم حول فتحة الشرج والمستقيم، وهو ما قد يؤدي بالتبعية أيضا إلى الإصابة بالبواسير.
ما طول المدة التي يجب أن نقضيها في الحمام؟
نوه الدكتور أنطوني في الفيديو نفسه الذي نشره بهذا الخصوص عبر حسابه في منصة تيك توك إلى بأنّ من الأفضل تقليل الوقت الذي يتم تمضيته في الحمام حتى 15 دقيقة أو أقل. فيما قال الدكتور راج إنه من الأفضل ألا يزيد الوقت الإجمالي للشخص خلال قضائه حاجته على 10 دقائق.
وبخلاف جزئية البواسير، فإن الباحثين ينصحون بعدم اصطحاب الهاتف إلى الحمام لأسباب أخرى متعلقة بالنظافة الشخصية، لأنه مع الانتهاء من قضاء الحاجة ثم دفق الماء في الحمام، تتناثر الجراثيم وتنتشر في الهواء، ومن ثم يمكن أن تُلوِّث الأحواض، و الأرفف والهاتف بطبيعة الحال.
والأكثر من ذلك هو أنك إذا لم تقومي بغسل يديك غسلا جيدا، فقد يتحول هاتفك إلى بؤرة تنتشر من خلالها البكتيريا، وهو ما يعرضك وباقي أفراد أسرتك بالتبعية لعديد المتاعب الصحية.