تلعب الهرمونات دورًا أساسيًا في صحة البشرة، خاصة عند النساء، إذ تؤثر التغيرات الطبيعية التي تطرأ على مستوياتها خلال مراحل الحياة المختلفة مثل البلوغ، الحمل، الدورة الشهرية، وحتى سن اليأس، في ظهور مشكلات جلدية قد تكون مزعجة ومحرجة ومن أبرزها حب الشباب واضطرابات التصبغ.
فيما يلي نلقي الضوء على أبرز الأمراض الجلدية المرتبطة بالهرمونات، مع توضيح الأسباب وطرق العلاج الفعّالة.
تُعرف أمراض الجلد المرتبطة بالهرمونات بأنها حالات جلدية ناتجة عن اختلال التوازن الهرموني في الجسم، وغالبًا ما تظهر لدى النساء خلال مراحل معينة مثل الدورة الشهرية، الحمل، أو سن اليأس، بحسب ما أوضحه موقع Cleveland Clinic.
ومن أبرز هذه الحالات ظهور حب الشباب الهرموني، الذي يصيب النساء بشكل خاص أثناء فترات الحيض، أو الحمل أو انقطاع الطمث، كما تشمل هذه الأمراض أيضًا بعض التصبغات الجلدية مثل الكلف، أو ظهور الشعر الزائد أو تساقط الشعر بشكل مفرط.
يعود السبب في ذلك إلى تأثير الهرمونات مثل الأندروجينات والإستروجين على نشاط الغدد الدهنية في الجلد، حيث يؤدي الخلل إلى فرط إنتاج الزيوت؛ ما يسبب انسداد المسام وظهور البثور والالتهابات الجلدية.
يتضح تأثير الهرمونات على البشرة في فترات التغيرات الكبرى التي تحدث للمرأة مثل البلوغ والحمل وانقطاع الطمث، فعند اضطراب مستويات الهرمونات، تزداد إفرازات الدهون الطبيعية للبشرة، وهذا بدوره يؤدي إلى انسداد المسام وظهور البثور.
وبحسب تقرير نشره موقع Dermatology Times، فإن هناك علاقة وثيقة بين البشرة الدهنية ومستويات الهرمونات، إذ تُحفز هرمونات الأندروجين الغدد الدهنية على إفراز كميات أكبر من الزيوت؛ ما يمنح البشرة مظهرًا لامعًا مع مسام واسعة.
بالإضافة إلى ذلك، فيمكن للتقلبات الهرمونية أن تؤدي إلى حدوث بعض مشاكل الجلد مثل، حدوث تصبغات جلدية، أو جفاف بالبشرة، أو حتى التهابات مثل التهاب الجلد الدهني.
تعتمد طرق علاج المشكلات الجلدية الناتجة عن الاضطرابات الهرمونية على نوع الحالة وشدّة الأعراض، حيث يجمع الأطباء بين العلاجات الدوائية والموضعية وتغييرات نمط الحياة للحصول على نتائج فعالة. إليك أبرز الوسائل المستخدمة:
يلجأ الطبيب عادةً إلى استخدام أدوية موازنة الهرمونات مثل حبوب منع الحمل، أو أدوية مضادة للأندروجين مثل سبيرونولاكتون، والتي ثبتت فعاليتها في علاج حب الشباب الهرموني.
تعتبر من أنواع العلاج الفعالة لتقليل الالتهابات وتنظيف مسام البشرة وهي مثل الريتينويدات، حمض الساليسيليك، والبنزويل بيروكسايد.
يلجأ الطبيب إلى استخدام هذا النوع من العلاج عند وجود تصبغات جلدية ناتجة عن التغيرات الهرمونية أو لتجديد نسيج البشرة.
من الأمور الهامة للعلاج تغيير بعض العادات الحياتية الخاطئة واستبدالها بعادات صحية مثل اتباع نظام غذائي متوازن، وتقليل تناول السكر، ممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كاف من النوم الجيد.
تحتاج البشرة التي تعاني من مشكلات هرمونية إلى عناية خاصة ولطيفة لتقليل الأعراض وتحسين مظهرها العام. إليكِ مجموعة من النصائح الفعالة التي أشار إليها موقع WebMD:
اختاري منظفًا خفيفًا لا يسد المسام، واغسلي وجهك مرتين يوميًا لإزالة الزيوت الزائدة من دون التسبب في جفاف أو تهيّج.
تجنبي استخدام مستحضرات تحتوي على الكحول أو العطور الصناعية أو المواد الكيميائية القوية؛ لأنها قد تؤدي إلى تفاقم الالتهابات وزيادة الحساسية.
حتى إن كانت بشرتك دهنية، فإن الترطيب أمر ضروري. اختاري مرطبًا خفيفًا بتركيبة خالية من الزيوت للحفاظ على توازن البشرة.
التعرض المستمر لأشعة الشمس قد يؤدي إلى زيادة التصبغات المرتبطة بالهرمونات مثل الكلف، لذا لا تتخلي عن تطبيق واقٍ شمسي بعامل حماية مناسب.
راقبي توقيت زيادة الأعراض الجلدية المرتبطة بالدورة الشهرية، لتكوني مستعدة للعناية الإضافية خلال هذه الفترات.
إذا استمرت المشاكل الجلدية أو تفاقمت، من الأفضل اللجوء إلى طبيب مختص لتحديد السبب بدقة ووصف العلاج المناسب.