"ينتج عن هذا التوتر بعض المشاعر، الأفكار وردود الأفعال المزعجة التي تشبه تلك التي مر بها المقربون منهم، وفي تلك الحالة، قد تتولد لدى الفرد ردة فعل كبيرة بسبب إثارة صدمة الماضي".
نسمع من وقت لآخر عن حالات أو مواقف صعبة مر بها بعض الأفراد المقربون منا على المستوى الشخصي، ونكتشف عند سماعنا التفاصيل المزعجة التي مروا بها مدى تأثرنا، وربما تصل بنا الحال لحد الدخول في نوبات حزن واكتئاب، نتيجة لانزعاجنا فعليا بما شعروا به.
وتلك الحالة التي نشعر فيها بالحزن والاكتئاب هي ظاهرة نفسية تعرف بـ"التوتر المؤلم الثانوي" ويشعر بها البعض نتيجة مرور المقربين منهم بتجربة صعبة أو قاسية، إذ يتأثر بعض الأشخاص العاطفيين بشكل مباشر لدى سماعهم تلك التجارب ويدخلون بسببها في أزمة.
ما هو التوتر المؤلم الثانوي؟
التوتر المؤلم الثانوي هو مصطلح يصف الإكراه العاطفي الذي يشعر به شخص مختص (طبيب) لدى سماعه أو مشاهدته صدمة مر بها أحد مرضاه بشكل مباشر. لكن ذلك غير مقتصر على الأطباء أو الممرضات، بل يمكن أن يصاب أي شخص بهذا النوع من التوتر النفسي، بمن فيهم الأناس العاديون حال كان لديهم أصدقاء أو مقربون قد تعرضوا لصدمة أو مروا بأزمة صعبة نوعا ما.
وقد ينتج عن هذا التوتر بعض المشاعر، الأفكار وردود الأفعال المزعجة التي تشبه تلك التي مر بها المقربون منهم، وفي تلك الحالة، قد تتولد لدى الفرد ردة فعل كبيرة بسبب إثارة صدمة الماضي.
لم يجب على مرضى التوتر المؤلم الثانوي أن يحدوا من تأثير الحالة؟
ينصح الأطباء بضرورة أن يحاول مرضى هذا النوع من التوتر أن يعالجوا المشكلة لعدة أسباب منها:
- احتمالية شعورهم بالذنب أو الأنانية عند اعترافهم بأعراض الضيق التي يعانون منها.
- احتمالية شعورهم بأن التجربة التي يمرون بها ليست في محلها أو ليست حقيقية.
- احتمالية مقارنتهم معاناتهم بمعاناة الأشخاص المصابين بصدمة نفسية، ما قد يؤدي إلى شعورهم بالشك في أنفسهم أو عدم استحقاقهم تصديق الأزمة التي يعانون منها فعليا جراء ذلك.
- احتمالية فقدانهم القدرة على إدراك أن التوتر المؤلم الثانوي هو حالة حقيقية للغاية.
ما أعراض التوتر النفسي المؤلم الثانوي؟
- انعزال.
- قلق.
- انفصال.
- أمراض جسدية.
- اضطراب بالنوم.
- ارتباك.
- عجز.
ما سبب الشعور بهذا النوع من التوتر؟
رد باحثون على ذلك بقولهم إن التوتر المؤلم الثانوي ليس بظاهرة جديدة، بل حالة قائمة منذ عقود طويلة، وسبق أن أجريت بشأنه العديد من الدراسات، كونه يؤثر على الكثيرين من العاملين في قطاعات الطب النفسي، الرعاية الصحية، العمل الاجتماعي وغير ذلك من القطاعات.
ما علاج هذا النوع من التوتر؟
يؤكد الباحثون أن أفضل طريقة لمواجهة هذا النوع من التوتر هو التحصن على صعيد المشاعر فيما يخص تقييم الأمور والتعاطي مع المتغيرات والظروف التي تواجهنا وتواجه غيرنا، إلى جانب التزام التوازن لتعزيز القدرة على المواجهة، وهو ما يمكن أن يتم بممارسة الرياضة أو اليوغا. وإذا لم يحدث تحسن على هذا الصعيد، فلا مانع من استشارة معالج مختص، لتولي الأمر.