قد تلاحظين أن جسمك يتجاوب مع فصول السنة بشكل مختلف، فمثلا تجدين أنك تميلين للتبول أكثر في فصل الشتاء وأن شعرك ينمو بشكل أسرع مع حلول فصل الربيع، وبالمثل، هناك من يلاحظ أنه يبدأ في المعاناة بشكل أكبر من أعراض عسر الهضم مع دخول فصل الصيف. والسؤال الذي يطرح نفسه (هل حدوث تلك التغيرات من باب الصدفة أم أن لذلك تفسيرا علميا؟).
تجدر الإشارة بداية إلى أن عسر الهضم هو مصطلح طبي شامل، يستخدم لوصف حالة الانزعاج التي تسيطر على بعضهم أحيانا في الجزء العلوي من البطن، ويمكن أن تتفاوت أعراضه من شخص إلى آخر، وقد تشمل الشعور بحرقان، امتلاء، غثيان وغير ذلك. والمثير في الأمر أن عسر الهضم قد يحدث لدى بعضهم بشكل متقطع، وقد يحدث لدى بعض آخر بشكل منتظم، وهو ما نلقي عليه الضوء باستفاضة أكبر، وفق تحليلات الأطباء والباحثين، في سياق السطور التالية.
بينما قد لا يكون عسر الهضم حالة طبية في حد ذاته، فإنه قد يكون مؤشرا على الإصابة بحالة أو مشكلة طبية أخرى، وهو ما نبه عليه الباحثون، كي يتم التعامل مع الأمر بمنتهى الحيطة والحذر.
ما علاقة الطعام، الجفاف والتوتر بعسر الهضم؟
لو لاحظت أنك تعانين من عسر الهضم في أوقات كثيرة خلال فصل الصيف، فربما يكون السبب وراء ذلك هو الطقس ذاته. وأوضح بهذا الخصوص دكتور مانوج كوتري، المدير الطبي بأحد المراكز المهتمة بصحة ورفاهية الناس في الولايات المتحدة، أنه مع ارتفاع حرارة الجو، يعاد توجيه تدفق الدم لدينا إلى مناطق أخرى من الجسم للمساعدة في الحفاظ على برودة الأعضاء. ونتيجة لذلك، تقل قدرة الجسم على الهضم، وهو ما يزيد بالتبعية من خطر الإصابة بعسر الهضم.
ومع ارتفاع درجة الحرارة، تقل السوائل بأجسامنا، وتحدث بالتبعية حالات إصابة بالجفاف، وهو ما يصعب على أجسامنا القدرة على هضم ما يتم تناوله. وتتفاقم الأمور بشكل أكبر حال تناول أطعمة صيفية مثل البرغر أو البطاطس المقلية؛ إذ تتطلب تلك النوعية من الأطعمة مزيدا من الوقت كي يقوى الجسم على هضمها بشكل كامل، ما يؤدي إلى ظهور أعراض عسر الهضم.
وبخلاف ذلك، قد يكون للتوتر الذي ينتج عن النشاطات، الإجازات والتجمعات الصيفية دوره في التأثير بالسلب على قدرة الجسم على الهضم، وهو ما يؤثر بالتبعية على صحة الأمعاء في الأخير.
لا تسمحي لعسر الهضم أن يفسد إجازتك الصيفية
بغض النظر عن طبيعة الطقس صيفا، توجد بعض الطرق التي يمكنك الاستعانة بها لضمان عدم التأثر بعسر الهضم خلال فصل الصيف، وبالتالي الاستمتاع بالأجواء دون منغصات، مثل ما يأتي:
- تجنب الأطعمة المعروف تسببها في عسر الهضم كما الأطعمة الحارة أو المصنعة والكافيين.
- الالتزام بتناول مقادير صغيرة من الطعام.
- الاهتمام أكثر بعملية المضغ.
- تناول الطعام بشكل أكثر انتظاما.
- تقسيم الوجبات الثلاث الرئيسية إلى خمس أو ست وجبات صغيرة على مدار اليوم.
- الاعتناء أكثر بالذات للمساهمة في خفض مستويات التوتر.
- الاهتمام بعادات مثل تدوين اليوميات، ممارسة اليوغا، التحدث مع صديق مقرب والحصول على قسط كاف من الراحة.
- الاهتمام بممارسة الرياضة.
- استشارة الطبيب حال الاشتباه في تسبب دواء معين في نوبات عسر الهضم.