يعتبر "إفطار البلقان" أحدث الصيحات الغذائية التي جذبت اهتمام الملايين، خصوصًا على منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك.
يتميز هذا الإفطار بتنوع مكوناته التي تشمل الخضراوات الطازجة مثل الخيار والطماطم والفلفل، إلى جانب الجبن واللحوم المجففة، وعادةً ما يُقدّم بطريقة مشابهة للوجبات الخفيفة أو أطباق "الشاركوتري" الشهيرة.
وعلى الرغم من أن هذا الإفطار ليس بالضبط تقليدًا بلقانيًا، إلا أنه يحمل فوائد صحية كبيرة بفضل غناه بالألياف والفيتامينات والمعادن.
من بين الفوائد الصحية التي يوفرها إفطار البلقان هو تعزيز استهلاك الألياف التي تعد ضرورية لصحة القلب، وتحسين عملية الهضم، وضبط مستويات السكر في الدم.
يشير خبراء التغذية إلى أن تناول الألياف بكميات كافية -حوالي 25 إلى 30 جراماً يوميًا- يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، ويسهم في تنظيم مستويات السكر في الدم.
ومع ذلك، معظم الناس لا يستهلكون ما يكفي من الألياف، حيث تصل الكمية المتناولة يوميًا لدى العديد من الأشخاص إلى حوالي 15 جراماً فقط.
وبحسب ياسي أنصاري، أخصائية تغذية مسجلة، فإن إفطار البلقان يمكن أن يوفر ما بين 10 إلى 20 جراماً من الألياف بفضل الخضراوات الطازجة الموجودة فيه، مثل الفلفل والخيار والطماطم، بالإضافة إلى الخبز.
إلا أن من ينوي تجربة هذا الإفطار لأول مرة يجب أن يبدأ بتناول كميات صغيرة من الخضراوات إذا لم يكن معتادًا على استهلاك الألياف بكثافة لتجنب الاضطرابات الهضمية مثل الانتفاخ والتقلصات.
رغم الفوائد الكبيرة لهذا الإفطار، إلا أن بعض ممارسات التحضير المرتبطة به قد لا تكون صحية للجميع. على سبيل المثال، يتم غمس بعض الخضراوات النيئة كالخيار والفلفل في الملح قبل تناولها، مما يزيد من كمية الصوديوم المستهلكة، وهو ما قد يكون مشكلة للأشخاص الذين يحتاجون إلى ضبط مستويات الصوديوم في نظامهم الغذائي.
توصي أنصاري بتجنب إضافة الملح أو التقليل من الأطعمة عالية الصوديوم مثل الجبن واللحوم المجففة لمن يعانون من مشاكل قلبية أو ضغط الدم. تحتوي بعض أنواع الجبن مثل جبن الفيتا على نسبة عالية من الصوديوم، حيث يحتوي الأونصة الواحدة منها على حوالي 323 ملجرامًا من الصوديوم، مقارنة بأصناف أخرى تحتوي على نسب أقل كالموزاريلا والريكوتا.
إلى جانب الملح، يُنصح أيضًا بتجنب اللحوم المعالجة بشكل كبير كاللحوم المجففة، حيث يحتوي السجق الواحد على ما يقارب 570 مليجراماً من الصوديوم، كما أن اللحوم المعالجة يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، وفقًا لتوصيات صحية متعددة.
لتجربة إفطار البلقان بطريقة صحية، ينصح الخبراء بإجراء بعض التعديلات على المكونات. على سبيل المثال، يمكن استبدال الخبز الأبيض بخبز القمح الكامل أو الخبز عالي الألياف، وذلك لتحسين القيمة الغذائية للإفطار. كما يمكن استبدال اللحوم المجففة بمصادر بروتين أخرى مثل البيض، أو حتى بإضافة أصناف نباتية أخرى.
يُعد تناول الخضراوات النيئة جزءًا مهمًا من هذا الإفطار، إذ يمكن أن يساعد على زيادة استهلاك الخضراوات، وهو أمر يعتبر ضروريًا؛ لأن معظم البالغين لا يتناولون كميات كافية منها في وجباتهم اليومية.
إلى جانب ذلك، ينصح الخبراء بضرورة غسل الخضراوات النيئة جيدًا لتجنب الأمراض التي قد تسببها البكتيريا الموجودة على سطح الخضراوات، مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية.
وأخيرًا، يجب الحرص على اختيار أجبان منخفضة الصوديوم وتناول الخضراوات ببطء مع مضغها جيدًا لتحسين الهضم وتجنب الاضطرابات المعوية.
وكختام، يقدم إفطار البلقان فرصة جديدة لتناول وجبة إفطار غنية بالألياف والخضراوات، مع إمكانية تعديل مكوناته ليلائم الاحتياجات الصحية المختلفة.