بعد ملاحظة التدهور الكبير في صحة الفم لدى العديد من مرضاه المسنين، أطلق طبيب الأسنان يوهان فليبورج مشروعًا رائدًا يهدف إلى تحسين جودة حياة كبار السن باستخدام فرشاة أسنان ذكية ومبتكرة.
جاء هذا المشروع ثمرة خمس سنوات من البحث في تكنولوجيا الصحة التطبيقية بمعهد بليكينج للتكنولوجيا في السويد.
مع خبرة تتجاوز 30 عامًا في مجال طب الأسنان، شهد فليبورج حالات عديدة من التدهور الكبير في صحة الفم لدى المرضى مع تقدمهم في العمر، وفق موقع news-medical.
وأدرك الطبيب السويدي أن صحة الفم ليست مجرد مسألة طبية، بل تلعب دورًا حيويًا في تحسين جودة الحياة والحفاظ على الشيخوخة الصحية. بناءً على هذا الفهم، قرر يوهان البدء في تطوير حل تكنولوجي يستهدف المسنين.
تمثل فرشاة الأسنان الذكية التي طورها يوهان نقلة نوعية في العناية بالفم. وتأتي الفرشاة مزودة بمحرك وأجهزة استشعار مدمجة، وتتيح الاتصال بشبكات Wi-Fi وBluetooth لتخزين ونقل البيانات المتعلقة بتنظيف الأسنان.
وتوضح الفرشاة في الوقت الفعلي مكان وجودها في الفم، وتحدد المناطق التي تم تنظيفها، وتراقب قوة الضغط أثناء الاستخدام. وعند إيقاف تشغيلها، تقدم ملاحظات فورية للمستخدم.
ويقول يوهان: بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التحكم أو الإحساس، مثل مرضى السكتة الدماغية، فإن هذه الميزات تعتبر حلاً لا غنى عنه للحفاظ على صحة الفم.
تتجاوز فرشاة الأسنان الذكية دورها التقليدي، حيث يرى فليبورج إمكانية دمج أجهزة استشعار إضافية لقياس مؤشرات الصحة. يمكن لهذه المستشعرات قياس درجة حرارة الجسم، ورصد العلامات المبكرة للعدوى، مما يجعل الفرشاة أداة مهمة في رعاية المسنين.
ويشدد يوهان على أهمية إشراك الأقارب ومقدمي الرعاية لضمان نجاح استخدام هذه التكنولوجيا، مشيرًا إلى أنها يمكن أن تسهم في تعزيز التعاون بين المرضى وأحبائهم والمختصين في الرعاية الصحية.
تمثل فرشاة الأسنان الذكية تطورًا تقنيًا يفتح آفاقًا جديدة لرعاية المسنين وصحة الفم. ويأمل فليبورج أن تصبح هذه الأداة جزءًا أساسيًا من العناية اليومية، خاصة لكبار السن الذين يعانون من مشكلات الإدراك أو الحركة.
"يمكن لمثل هذا الحل البسيط أن يحدث فرقًا كبيرًا"، يقول يوهان فليبورج، معبرًا عن تفاؤله بمستقبل هذه التقنية ودورها في تحسين حياة المسنين.