أظهرت تجربة سريرية أجريت في كلية الطب بجامعة واشنطن نتائج واعدة للقاح تجريبي يهدف إلى منع عودة أورام سرطان الثدي الثلاثي السلبي، الذي يُعد أحد الأنواع الأكثر عدوانية من هذا المرض.
التجربة، التي تم نشر نتائجها في دورية Genome Medicine، الخميس، 14 نوفمبر/ تشرين الثاني، أظهرت أن اللقاح يمكن أن يحفز استجابات مناعية فعّالة ويعد خيارًا واعدًا للمرضى الذين يعانون خطر تكرار الإصابة.
أُجريت التجربة في مركز سيتمان للسرطان في مستشفى بارنز-جويش، وشملت 18 مريضة مصابة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي، فقد تلقت المشاركات جميعها في التجربة الرعاية القياسية، بالإضافة إلى ثلاث جرعات من اللقاح المصمم خصيصًا، لتستهدف الطفرات الجينية الخاصة بكل مريضة. وتم اختيار هذه الطفرات بناءً على تحليل الأنسجة السرطانية التي أظهرت تفاعلات مناعية قوية تجاه البروتينات المعدلة التي تنتجها الأورام.
وأظهرت نتائج التجربة الأولية أن 14 من 18 مريضة أبدين استجابة مناعية للقاح، وفي متابعة استمرت ثلاث سنوات، ظل 16 مريضة خاليات من السرطان. وتفتح هذه النتائج أفقًا جديدًا في محاربة السرطان، إذ تبين أن اللقاح يمكن أن يكون فعالًا في الوقاية من عودة المرض حتى في الحالات الصعبة.
سرطان الثدي الثلاثي السلبي يعد من الأنواع المعقدة في العلاج، إذ لا توجد علاجات مستهدفة خاصة له ويُعالج عادة باستخدام الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي. لكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن اللقاحات الموجهة يمكن أن تمثل علاجًا جديدًا يحمل آمالًا لمرضى هذا النوع من السرطان، خاصة الذين يعانون مخاطر تكرار الإصابة بعد العلاج الأولي.
يعد استخدام الخوارزميات الحاسوبية في تصميم اللقاح جزءًا أساسيًا من نجاح التجربة، فقد اُسْتُخْدِمَت برامج مبتكرة من تطوير أوبي جريفث ومالاكي جريفث، اللذين طورا أدوات حاسوبية تحلل الطفرات الجينية، وتساعد على تصميم اللقاحات بناءً على هذه التحليلات.
وتُعتبر هذه الأدوات خطوة كبيرة نحو توفير لقاحات شخصية يمكن استخدامها في علاج أنواع متعددة من السرطان.
رغم أن التجربة كانت في مرحلتها المبكرة، ولم تشمل مجموعة تحكم مقارنة، فإن الباحثين متفائلون بالنتائج، ويواصلون متابعة المرضى. ويُعقد الأمل في أن تكون هذه الدراسة نواة لبحوث أكبر وتجارب عشوائية محكومة تجرى لتقييم فاعلية اللقاح في علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي مقارنةً مع العلاجات التقليدية.
وقال أستاذ الجراحة في جامعة واشنطن، ويليام إي. جيلاندرز، "كانت هذه النتائج أفضل مما توقعنا. نحن نشعر بالتشجيع مما نراه مع هؤلاء المرضى حتى الآن". وأضاف الباحثون أنهم يخططون لتوسيع التجربة وإجراء تجارب أكبر لتأكيد فاعلية اللقاح واستخدامه في العلاج السرطاني على نطاق أوسع.