يحظى زيت الزيتون البكر، بسمعة ممتازة بوصفه أحد أكثر الأطعمة الصحية منفعة للقلب، حتى إنه يُعد جزءًا أساسيًّا من النظام الغذائي المتوسطي، الذي يعدّث من أكثر الأنظمة الغذائية فائدة لصحة القلب والأوعية الدموية.
ولكن دراسة طبية حديثة، أتت لتثير الجدل حول هذه الحكمة التقليدية، مشيرة إلى أن تقليل استهلاك زيت الزيتون البكر الممتاز، قد يكون أكثر فائدة لصحة القلب مما كان يُعتقد سابقًا.
الرابط بين زيت الزيتون وأمراض القلب
أجرى باحثون من جامعة فلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية، دراسة شملت 40 شخصًا بالغًا معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب، كان متوسط عمر المشاركين فيها 64 عامًا، ومعظمهم يعانون السمنة مع متوسط مؤشر كتلة الجسم يبلغ 32.
طُلب من هؤلاء المشاركين اتباع نظامين غذائيين مختلفين على مدار أربعة أسابيع، كلاهما قائم على النباتات، ولكن مع اختلاف جوهري في كمية زيت الزيتون البكر المستهلكة.
تناولت المجموعة الأولى كمية عالية من زيت الزيتون البكر الممتاز (4 ملاعق كبيرة يوميًّا)، على حين تناولت المجموعة الثانية نظامًا غذائيًّا مماثلًا، ولكن مع كمية منخفضة جدًّا من زيت الزيتون (أقل من ملعقة صغيرة يوميًّا).
ارتفاع مفاجئ في مستويات الكوليسترول
أظهرت النتائج أن المشاركين الذين استهلكوا كمية منخفضة من زيت الزيتون البكر، شهدوا تحسنًا واضحًا في صحة القلب، مقارنةً بمن تناولوا كميات أعلى.
أما بالنسبة للذين يتناولون كميات كبيرة من زيت الزيتون، فلوحظ لديهم زيادة ملحوظة في مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، وكذلك ارتفاع في مستويات الجلوكوز والكوليسترول الكلي وكوليسترول HDL.
ما مصير النظام الغذائي المتوسطي؟
وعلى الرغم من أن زيت الزيتون البكر الممتاز، لا يزال يتمتع بفوائد صحية معروفة، فإن هذه الدراسة توضح أن تقليله يمكن أن يكون أكثر فائدة لصحة القلب، هذا الاكتشاف قد يدفع بعضهم إلى إعادة التفكير في فاعلية النظام الغذائي المتوسطي التقليدي، الذي يعتمد اعتمادًا كبيرًا على استهلاك كميات كبيرة من زيت الزيتون البكر الممتاز.
الاعتدال هو المفتاح
ولحل هذه المعضلة، توصي الدراسة بالاعتدال في استهلاك زيت الزيتون البكر، مع التركيز على التنوع في المصادر الغذائية الأخرى مثل الحبوب الكاملة، والبقوليات، والمكسرات، والفواكه، والخضروات، للحفاظ على صحة القلب.