تتربع السمنة على قائمة المشكلات الصحية التي تعانيها شريحة واسعة من النساء، إذ تبلغ نسبة النساء المصابات بزيادة الوزن حوالي 44% من إجمالي المصابين بهذه المشكلة، ويُقدر عددهن بنحو 2.5 مليار بالغ حول العالم.
والسمنة هي مرض مزمن ومعقد٬ إذ يمكن أن تزيد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر السمنة على صحة العظام والتناسل، وتزيد خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما تؤثر على نوعية الحياة العامة، مثل النوم والحركة.
ويُستخدم مؤشر كتلة الجسم (BMI) كطريقة شائعة لتشخيص السمنة، حيث يُحسب عن طريق قسمة الوزن (بالكيلوغرامات) على مربع الطول (بالأمتار).
وتعتبر النساء اللاتي يتراوح مؤشر كتلة جسمهن بين 25 و 29.9 يُعتبرن في فئة زيادة الوزن، بينما اللواتي يتجاوز مؤشر كتلة جسمهن 30 يُعتبرن مصابات بالسمنة.
أوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية أن السمنة مشكلة معقدة ولها أسباب عديدة، وتحدث عندما تُخَزَّن السعرات الحرارية الزائدة في الجسم على شكل دهون.
وعددت الهيئة البريطانية الأسباب الرئيسة وراء وصول الجسم إلى مرحلة السمنة، أبرزها
1- السعرات الحرارية
تُقَاس قيمة الطاقة للأغذية بوحدات تسمى السعرات الحرارية، ويحتاج الرجل النشط بدنيًّا في المتوسط إلى 2500 سعرة حرارية يوميًّا للحفاظ على وزن صحي، وتحتاج المرأة النشطة بدنيًّا في المتوسط إلى نحو 2000 سعرة حرارية يوميًّا.
قد تبدو هذه الكمية من السعرات الحرارية عالية، ولكن قد يكون من السهل الوصول إليها إذا كنت تتناول أنواعًا معينة من الطعام. على سبيل المثال، يمكن أن يحتوي تناول وجبة برغر كبيرة مع بطاطا مقلية على 1500 سعرة حرارية، وهذه مجرد وجبة واحدة.
2- طبيعة النظام الغذائي
يلعب النظام الغذائي ونمط الحياة دورًا كبيرًا في تطوّر السمنة وزيادة الوزن، ومن بين أبرز هذه العوامل:
- تناول كميات كبيرة من الأطعمة المصنّعة أو السريعة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكر.
- تناول الطعام بالخارج كثيرًا، إذ يحتوي الطعام المُحضّر في المطاعم غالبًا على نسبة أعلى من الدهون والسكر.
- تناول كميات زائدة من الطعام تفوق الاحتياجات اليومية.
- شرب الكثير من المشروبات السكرية، مثل المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة المحلاة.
- الأكل المريح، إذ يشعر بعض الأشخاص بالراحة في تناول الطعام؛ بسبب العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر في حياتهم مثل تدني احترام الذات أو الحالة المزاجية المنخفضة.
- صعوبة اتباع نظام غذائي صحي نتيجة للتغيرات في المجتمع، حيث أصبحت الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية أرخص وأكثر توفرًا، ويتم الترويج لها بشكل كبير.
3- النشاط البدني
قلة النشاط البدني عامل مهم آخر يتعلق بالسمنة، فكثير من الناس لديهم وظائف تنطوي على الجلوس على مكتب معظم اليوم، كما أنهم يعتمدون على سياراتهم عوضا عن المشي أو ركوب الدراجات.
الاسترخاء ونقص التمارين الرياضية من العوامل التي تسهم في زيادة الوزن والسمنة. فالعديد من الأشخاص يميلون إلى الاسترخاء بوسائل غير نشطة مثل مشاهدة التلفاز، التصفح على الإنترنت، أو لعب ألعاب الكمبيوتر، وهذا يقلل من فرصة ممارسة النشاط البدني وحرق السعرات الحرارية.
إذا لم تكن نشيطًا بما فيه الكفاية، فإنك لا تستخدم الطاقة التي يوفرها الطعام الذي تتناوله، ويتم تخزين الطاقة الإضافية التي تستهلكها في الجسم على شكل دهون.
4- الوراثة
تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في السمنة لدى النساء، حيث توجد علاقة بين بعض الجينات وزيادة الوزن. يمكن أن تؤثر بعض الجينات على كيفية استخدام الجسم للطعام وتحويله إلى طاقة، بحيث يتم تخزين الدهون بشكل أكبر. علاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر الجينات على نمط حياة الفرد وتفضيلاته الغذائية ومستوى النشاط البدني.
هناك أيضًا حالات وراثية نادرة مثل متلازمة برادر ويلي التي يمكن أن تسبب السمنة. كما أن بعض السمات الوراثية الموروثة من الوالدين، مثل الشهية الكبيرة، قد تجعل من الصعب على الأفراد فقدان الوزن.
5- أسباب طبية
هناك بعض الحالات الطبية التي قد تسهم في زيادة الوزن. من بين هذه الحالات:
- قصور الغدة الدرقية: حيث يحدث قصور في إفراز الهرمونات من الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى تقليل معدل الأيض وزيادة الوزن.
- متلازمة كوشينغ: وهو اضطراب نادر يتسبب في زيادة إفراز هرمونات الستيرويد من الغدة الفوق كلوية، مما يؤدي إلى زيادة الشهية وتراكم الدهون في مناطق محددة من الجسم.
- زيادة الوزن بسبب الإقلاع عن التدخين: في بعض الحالات، يلاحظ الأشخاص زيادة في الوزن بعد الإقلاع عن التدخين، ويرجع ذلك في الغالب إلى تغيرات في الأيض والشهية بعد التوقف عن التدخين.
6- الأدوية
بعض الأدوية، بما في ذلك المنشطات، وأدوية الصرع والسكري، وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج الأمراض العقلية، ومضادات الاكتئاب وأدوية الفصام، يمكن أن تسهم في زيادة الوزن.
7- الهرمونات لدى النساء
دور الهرمونات في السمنة لدى النساء من الأسباب التي لا يمكن إغفالها، ووفقا لموقع Better health، فإن الهرمونات هي أحد العوامل المسببة للسمنة.
وتشير دراسات عديدة إلى أن توازن الهرمونات يمكن أن يؤثر في عملية التمثيل الغذائي وتخزين الدهون في الجسم، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى السمنة. فعلى سبيل المثال تؤثر هرمونات اللبتين والأنسولين والهرمونات الجنسية وهرمون النمو على شهيتنا والتمثيل الغذائي وتوزيع الدهون في الجسم.
وأوضح أن النساء اللاتي يعانين السمنة المفرطة لديهن مستويات من هذه الهرمونات التي تشجع عملية التمثيل الغذائي غير الطبيعي وتراكم الدهون في الجسم.
ذكر موقع Medicalnewstoday أن الشخص المصاب بالسمنة يعاني العلامات التالية:
تعد السمنة من المشاكل الصحية التي قد تؤثر بشكل كبير على الدورة الشهرية للمرأة، وقد تتسبب في العديد من المشكلات مثل الدورة الشهرية الغزيرة ونزيف الرحم غير الطبيعي. فالدهون الزائدة في الجسم تسبب تغييرات هرمونية قد تؤثر على دورة الحيض.
وذكر موقع Pubmed أن الأدلة على الآثار الضارة للسمنة على صحة المرأة دامغة ولا جدال فيها، إذ تسبب المخاطر التالية:
غالبًا ما تعاني النساء من تأثيرات نفسية كثيرة بسبب السمنة، مما يجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة، ووفقًا لموقع Obesitymedicine فإنها تشمل:
- الاكتئاب أو القلق: تتأثر الحالة النفسية للنساء المصابات بالسمنة؛ بسبب التغيرات الهرمونية والضغوطات الاجتماعية المرتبطة بالوزن الزائد.
- اضطرابات الأكل: المصابات بالسمنة أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الأكل مثل اضطراب الشراهة عند الأكل أو الشره المرضي العصبي.
- مشكلات صورة الجسم: تعاني المصابات بالسمنة من صورة سلبية للجسم، ما قد يؤدي إلى الشعور بالخجل، وتدني احترام الذات، والعزلة الاجتماعية.
- العزلة الاجتماعية: قد تواجه المصابات بالسمنة عزلة اجتماعية ووصمة عار بسبب وزنهن، مما قد يؤدي إلى الشعور بالوحدة والقلق والاكتئاب.
- فرط الحركة ونقص الانتباه: حالة شائعة يراها الأطباء لدى الإناث اللاتي يعانين الوزن الزائد، ويمكن لهذا الاضطراب أن يجعل تناول الطعام أسهل عند الشعور بالملل أو المعاناة من الدوافع حول الطعام.
إذا كنت تعاني السمنة، فيمكن لطبيبك أن يقدم لك النصيحة حول تحسين نمط حياتك وفقدان وزنك وإدارته بأمان، عن طريق تناول نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة النشاط البدني بانتظام.
وإذا كان لدى المرأة مشاكل كامنة مرتبطة بالسمنة، مثل متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)، أو ارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري، أو توقف التنفس أثناء النوم، فقد يوصي طبيبك بإجراء المزيد من الاختبارات أو علاج محدد.
جراحة السمنة للنساء من ضمن خيارات العلاج أيضاً، إذ يوصي الطبيب بإجراء جراحة لعلاج البدانة إذا لم تساعد الخيارات الأخرى، وفقا لموقع Medicalnewstoday، وتتضمن:
وتعد حبوب إنقاص الوزن للنساء خيارا آخر، وهناك عدد منها متاح لعلاج السمنة المفرطة، وتشمل:
وفقا لموقع Nhs.uk فإنه لا توجد قاعدة واحدة تنطبق على الجميع، ولكن لإنقاص الوزن بمعدل آمن ومستدام يتراوح من 0.5 إلى 1 كيلو غرام أسبوعيًا، ويُنصح معظم الأشخاص بتقليل استهلاك الطاقة بمقدار 600 سعر حراري يوميًا، أي لا يزيد استهلاكها يوميا عن 1400 سعرة حرارية.
ويجب على النساء اتباع نظام غذائي صحي لإنقاص الوزن يتكون من:
اقترح موقع Pharmeasy بعض التمارين الرياضية التي يمكن للمرأة ممارستها في المنزل أو خارجه لإنقاص الوزن وأبرزها:
1- التمارين الهوائية
تتضمن طيفا واسعا من التمارين، ويعتبر المشي بوتيرة سريعة يوميا تمرينًا رائعًا لحرق السعرات الحرارية٬ ويعد الركض أيضاً من أهم تمارين إنقاص الوزن باعتباره تمريناً متكاملاً للجسم، ويحفز خسارة الدهون.
2- نط الحبل أو القفز
يعد تمرينًا كاملاً للجسم، ويساعد على زيادة قوة العضلات والتمثيل الغذائي وحرق العديد من السعرات الحرارية في وقت قصير، فضلًا عن تخفيف الاكتئاب والقلق.
3- لوح الخشب (بلانك) Plank
أحد أكثر التمارين فاعلية لكامل الجسم، كونه يستهدف معظم مجموعات العضلات الرئيسة في الجسم، ويقوي عضلاتك في القلب والكتف والذراعين والصدر والظهر والوركين، مع حرق الدهون والسعرات الحرارية الزائدة في الجسم بسرعة.
4- القرفصاء (سكوات)
تُعرف تمارين القرفصاء بتمارين تقوية العضلات، والهدف الرئيس منها تحسين الجزء السفلي من الجسم، كما تساعد على حرق السعرات الحرارية ومنع تراكم الدهون في الجزء السفلي من الجسم.