تلجأ ملايين الفتيات والنساء في سن الإنجاب إلى استخدام وسائل منع الحمل، سواء التقليدية والشعبية أو الحديثة، بهدف تنظيم الأسرة وحماية أجسادهن من الحمل والولادة المتكررة.
وتستخدم وسائل منع الحمل بهدف "تحديد النسل"، وتتضمن أنواعًا مختلفة بعضها يستخدم على نحو دائم وبعضها الآخر على فترات، كما إن بعضها أكثر فاعلية من الآخر، وقد تساعد بعض الأنواع في الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًّا (STDs).
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن هناك نحو 874 مليون امرأة على الصعيد العالمي في سن الإنجاب (15-49 سنة) تستخدم وسائل منع الحمل الحديثة، معتبرة أن استخدام هذه الوسائل يعزز الحق الإنساني للأشخاص في تحديد عدد أطفالهم والمباعدة بينهم.
هناك العديد من أنواع وسائل منع الحمل المختلفة، ولكن ليست كل الأنواع مناسبة لجميع الحالات، إذ تعتمد الطريقة الأكثر ملاءمة لتحديد النسل على الصحة العامة للفرد، والعمر، وتكرار النشاط الجنسي، والرغبة في إنجاب أطفال في المستقبل، والتاريخ العائلي لبعض الأمراض.
وباستثناء الطرق التقليدية، فإن أبرز وسائل منع الحمل الحديثة تشمل: حبوب منع الحمل، اللولب، الحقن، الزرعات، الواقي الذكري والأنثوي، فضلًا عن وسائل منع الحمل الطارئة.
ذكر موقع Sexual Wellbeing أن هناك عدة أنواع من وسائل منع الحمل أكثرها شيوعًا ما يلي:
1- وسائل منع الحمل القابلة للعكس طويلة المفعول (LARCs): تعتبر أكثر أنواع وسائل منع الحمل فاعلية، وتزيد عن 99% في منع الحمل، وتستمر لفترة طويلة، وتندرج تحت قائمة وسائل منع الحمل غير الهرمونية، وتتضمن:
- جهاز داخل الرحم (لولب): يبقى لمدة 3 أو 5 أو 10 سنوات.
- عملية الزرع: تستمر نتائجها لمدة 5 سنوات.
2- وسائل منع الحمل الهرمونية: فعالة في منع الحمل بنسبة تصل إلى 99% وتتضمن:
- حبوب منع الحمل: منها حبوب منع الحمل المركبة عن طريق الفم، وحبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجستيرون فقط، وكلّ منها يتضمن أخذ قرص واحد يوميًّا.
- حقن ديبو بروفيرا Depo Provera: حقنة تؤخذ كل 13 أسبوعًا.
- لصقة منع الحمل: لصقة تضعها المرأة على بشرتها كل أسبوع، لتطلق الهرمونات في مجرى الدم.
3- طرق الحاجز (وسائل منع الحمل غير الهرمونية): تمنع السائل المنوي من الدخول إلى المهبل، وتصل فاعليتها إلى 98%، وهي وسيلة الحماية الأكثر فاعلية ضد الأمراض المنقولة جنسيًّا (STIs).
4- وسائل منع الحمل في حالات الطوارئ: تتضمن خيارين لمنع الحمل الطارئ هما:
- حبوب منع الحمل الطارئة (ECP): تستخدم في الأيام الثلاثة التالية لممارسة الجنس دون وقاية.
- اللولب النحاسي: يوضع في الرحم لمدة تصل إلى 5 أيام بعد ممارسة الجنس دون وقاية.
5- منع الحمل الدائم: تمنع وسائل منع الحمل الدائمة جميع حالات الحمل في المستقبل، ومن الصعب جدًّا، أو من المستحيل عكسها، وهذا ما يسمى أيضًا بـ"التعقيم"، وتتضمن:
- استئصال الأسهر: عملية جراحية تمنع الرجل من الحمل.
- ربط البوق: عملية جراحية تمنع المرأة من الحمل.
أوضح موقع Medlineplus أن وسائل منع الحمل لها طرق عمل مختلفة، أبرزها كما يلي:
1- الطرق الهرمونية: تتضمن العديد من وسائل منع الحمل، وكل منها له طرق عمل مختلفة، وتشمل:
- وسائل منع الحمل الفموية: تعمل عن طريق الفم بتناول أقراص طبية يوميًّا، وقد تحتوي على البروجستين فقط، أو كل من البروجستين والإستروجين.
- الحلقة المهبلية: حلقة رفيعة ومرنة توضع في المهبل لإفراز الهرمونات باستمرار لمدة 3 أسابيع وتخرجه في الأسبوع الرابع، وبعد ذلك بالأسبوع تكرر الأمر.
- وسائل منع الحمل عن طريق الحقن: تحصل المرأة على حقنة هرمون مرة كل ثلاثة أشهر في المستشفيات أو مكاتب الصحة المختصة.
- الزرع: شريحة رفيعة توضع تحت جلد الجزء العلوي من ذراع المرأة، وتستمر عملية الزرع لمدة 4 سنوات.
2- موانع الحمل العكسية طويلة المفعول (LARCs): سواء كان اللولب الهرموني أو اللولب النحاسي فكلاهما عبارة عن جهاز صغير على شكل حرف T يوضع داخل الرحم (IUD) لسنوات.
أوضحت هيئة الخدمات الصحية بالمملكة المتحدة أن بعض وسائل منع الحمل تكون أكثر فاعلية من غيرها، مشيرة إلى أن الفاعلية تصبح أقل إذا لم يتم استخدام موانع الحمل بشكل صحيح طوال الوقت.
وشرحت الهيئة مدى فاعلية كل وسيلة من وسائل منع الحمل كما يأتي:
- الزرع (Contraceptive implant): فعال بنسبة أكثر من 99%.
- اللولب الهرموني (IUS): فعال بنسبة أكثر من 99%.
- اللولب النحاسي: فعال بنسبة أكثر من 99%.
- حقن منع الحمل: فعالة بنسبة أكثر من 99%، ونحو 94% حال الاستخدام الخاطئ.
- حبوب منع الحمل: فعالة بنسبة أكثر من 99%، ونحو 91% حال الاستخدام الخاطئ.
- الحلقة المهبلية: فعالة بنسبة أكثر من 99%، ونحو 91% حال الاستخدام الخاطئ.
- الواقي الذكري: فعال بنسبة أكثر من 98%، ونحو 82% حال الاستخدام الخاطئ.
- الواقي الأنثوي: فعال بنسبة أكثر من 95%، ونحو 79% حال الاستخدام الخاطئ.
عند اختيار وسيلة منع الحمل المناسبة من المهم أن تأخذ في الاعتبار الفوائد والآثار الجانبية والمخاطر المحتملة، إذ تختلف من واحدة إلى أخرى.
وذكر موقع Webmd المختص أن الآثار الجانبية لاستخدام وسائل منع الحمل الهرمونية المركبة، تحديدًا حبوب منع الحمل، تشمل:
- الصداع
- الغثيان
- فترات غير منتظمة للدورة الشهيرة
- انخفاض الدافع الجنسي
- اكتئاب
- تغيرات في المزاج
- تغييرات في البشرة
- تكيس المبيض
أما الآثار الجانبية لزرع شريحة البروجستين في الذارع فتشمل:
- نزيف الدورة غير المنتظم.
- أحيانا توقف الدورة بعد 6 إلى 12 شهرًا من عملية الزرع.
الآثار الجانبية لاستخدام اللولب النحاسي تشمل:
- نزيف غير منتظم بين الدورات الشهرية
- تشنجات
- قد يجعل الدورة أكثر إيلاما
- للبعض يسبب غزارة النزف أثناء الدورة
الآثار الجانبية لحقن منع الحمل Depo-Provera تشمل:
- تغييرات في الدورة الشهرية، مثل توقفها أو عدم انتظامها أو استمرارها لفترة أطول.
- توقف الدورة الشهرية تماماً حال استخدامها لفترة طويلة
- ألم أو ورم صغير أو ندبة حيث يتم الحقن
- ظهور حب الشباب
- انخفاض الدافع الجنسي
- تغيرات المزاج والهبات الساخنة
- الصداع
- أحيانا زيادة الوزن
أوضح موقع Betterhealth أن استخدام حبوب منع الحمل قد تسبب زيادة طفيفة جدًّا في خطر الإصابة بما يأتي:
- تجلط الأوردة العميقة (جلطة دموية)
- نوبة قلبية أو سكتة دماغية
- سرطان الثدي
- جلطات الدم
بينما قال موقع Nhs.uk إن هناك بعض المخاطر المرتبطة باستخدام حقن منع الحمل، ولكن فرص حدوثها ضئيلة، وتشمل:
- صحة العظم: قد يؤدي استخدامها لأكثر من عام إلى إضعاف عظامك.
- السرطان: حقن منع الحمل قد تزيد خطر إصابتك بسرطان الثدي وعنق الرحم.
بينما تتضمن بعض المخاطر النادرة لاستخدام اللولب:
- التهابات الحوض، عادة في غضون 3 أسابيع من تركيب اللولب.
- الحمل خارج الرحم في حالة نادرة
تختلف وسائل منع الحمل من حيث فاعليتها والآثار الجانبية المترتبة على استخدامها، فضلًا عن المخاطر المحتملة.
ووفقًا لموقع Betterhealth فإن وسائل منع الحمل العكسية طويلة المفعول (LARC) آمنة وفعالة على مدار عدد من السنوات، موضحا أن اللولب والغرسات (زراعة شريحة في اليد) من أكثر وسائل منع الحمل أمانًا وفاعلية بنسبة أكثر من 99%، كما أنها تتطلب الاستبدال بشكل أقل تكرارًا من أي طريقة أخرى.
تعتبر طرق تحديد النسل الأخرى، مثل حبوب منع الحمل والحلقة واللصقة والحقن، جيدة أيضًا في منع الحمل إذا استخدمتها بشكل مثالي، لكن كثيرين قد لا يفعلون ذلك ما يترتب عليه الحمل، وفقًا لموقع Plannedparenthood.
أغلب وسائل منع الحمل آمنة في حال الرضاعة الطبيعية، وعلى رأسها اللولب وحقن منع الحمل وزرع الشريحة في اليد، إذ تستخدم بعد ولادة الطفل في حال الرغبة في الرضاعة طبيعيًّا.
أما بالنسبة لحبوب منع الحمل، فإنه يُنصح عمومًا بعدم استخدامها في حال الرضاعة الطبيعية، حتى يبلغ عمر طفلك 6 أسابيع، مع العلم أنه يفضل استخدام حبوب منع الحمل البروجستيرونية فقط أثناء الرضاعة.