في خطوة أثارت كثيرًا من الجدل، أقدمت السلطات الدنماركية في الآونة الأخيرة على سحب نوع معين من النودلز الكورية من الأسواق؛ بسبب احتوائه على مواد قد تكون ضارة بالصحة.
أعاد هذا القرار إلى الأذهان التساؤلات القديمة حول سلامة النودلز عامة، وهل يمكن أن تكون هذه الوجبة السريعة الشهيرة بمنزلة تهديد خفي لصحتنا؟
رحلة داخل عبوة النودلز
أصبحت النودلز، أو ما يعرف بالمعكرونة الفورية، جزءًا لا يتجزأ من حياة كثير من الناس حول العالم، خاصة بين الشباب والطلاب، بفضل سهولة تحضيرها وتكلفتها الزهيدة.
ولنفهم تأثير النودلز على الصحة، يجب أن نلقي نظرة على مكوناتها، إذ تحتوي معظم أنواع النودلز على الطحين المكرر، والملح، والزيوت النباتية.
وإضافةً إلى ذلك، غالبًا ما تحتوي عبوات التوابل المرفقة على نسب عالية من الملح، الغلوتامات أحادية الصوديوم (MSG)، والنكهات الصناعية، وهذه المكونات هي ما تجعل النودلز لذيذة وسهلة التحضير، ولكنها أيضًا تحمل مخاطر صحية محتملة.
محتوى غذائي منخفض
تعدُّ النودلز وجبة فقيرة من حيث القيمة الغذائية، فهي تحتوي على سعرات حرارية عالية، ولكن بمحتوى غذائي منخفض، إذ إن الطحين المكرر المستخدم في صنع النودلز يفقد كثيرًا من الألياف والفيتامينات خلال عملية التكرير، ما يجعل النودلز قليلة الفائدة من الناحية الغذائية.
الاعتماد على هذه الوجبة اعتمادًا رئيسًا يمكن أن يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات، والفيتامينات، والمعادن.
محتوى عالٍ من الصوديوم
واحدة من أكبر المشكلات في النودلز هي محتواها العالي من الصوديوم، ووفقًا لما ذكرته مايو كلينك، فإن تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم والدهون غير الصحية مثل بعض أنواع النودلز، قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكتات الدماغية.
وإذا كان الشخص يعاني فعلًا مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، فإن تناول النودلز تناولًا منتظمًا قد يزيد المشكلة.
الدهون غير الصحية
الزيوت المستخدمة في تصنيع النودلز غالبًا ما تكون من الدهون غير الصحية، مثل الدهون المهدرجة، التي يمكن أن تسهم في زيادة مستويات الكوليسترول الضار في الجسم، هذه الدهون تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، خاصة إذا تُنوولت النودلز بكثرة.
الغلوتامات أحادية الصوديوم (MSG)
الغلوتامات أحادية الصوديوم (MSG) هي مادة مضافة تستخدم لتحسين النكهة في كثير من الأطعمة المصنعة، بما في ذلك النودلز.
وعلى الرغم من أن الدراسات حول تأثيرها لا تزال غير حاسمة، إلا أن تناول كميات كبيرة منها قد يؤدي إلى آثار سلبية مثل الصداع، والغثيان، وحتى ردود فعل تحسسية لدى بعض الأشخاص، وفقًا لمايو كلينيك.
هل يمكن تناول النودلز تناولًا صحية؟
النودلز ليست بالضرورة "مضرة"، إذا تُنُووِلَت تناولًا معتدلًا ومع اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ولكن الاعتماد عليها بوصفها وجبة رئيسة، وبانتظام له آثار سلبية على الصحة، خاصةً إذا لم تُدمج ضمن نظام غذائي متوازن.
ويمكن تحسين القيمة الغذائية للنودلز عن طريق إضافة الخضروات، والبروتينات مثل البيض أو الدجاج، واستخدام توابل طبيعية بدلًا من العبوات المرفقة.
ويُفضَّل تجنب تناولها يوميًّا، واستبدالها بوجبات أكثر توازنًا، وتحتوي على الحبوب الكاملة، البروتينات الصحية، والخضروات.
