سرطان الدم (اللوكيميا) هو مجموعة من السرطانات التي تؤثر على خلايا الدم في الجسم، خاصة خلايا الدم البيضاء، لذا يُعرف أيضًا باسم "سرطانات خلايا الدم البيضاء".
ويبدأ سرطان الدم، الذي يعرف أيضًا باسم "ابيضاض الدم"، في الأنسجة المكونة للدم مثل نخاع العظم، وعندما يحدث الورم يكوّن نخاع العظم أعدادًا كبيرة من الخلايا غير الطبيعية، التي تتراكم في نخاع العظام والدم، وتزاحم خلايا الدم السليمة، وتجعل من الصعب على الخلايا والدم القيام بعملهما.
ويُشخص الأطباء سرطان الدم في أغلب الأحيان لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 55 عامًا، لكنه أيضًا أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الأطفال دون سن 15 عامًا.
لا، نقص الصفائح الدموية ليس أحد أنواع سرطان الدم، لكنهما يتضمنان مشكلة مشتركة وهي انخفاض عدد الصفائح الدموية.
وأوضح موقع "medicinenet" أن نقص الصفائح الدموية (ITP) ليس سرطانًا، على الرغم من أن البعض يخلط بينه وبين سرطان الدم، مشيرًا إلى أن المريض الذي يعاني من عدد منخفض من الصفائح الدموية فإن طبيبه يجري تحاليل "ITP" لاستبعاد المرض قبل التفكير في سرطان الدم.
لكن الموقع كشف أن علاجات السرطان يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بنقص الصفائح الدموية، وهو اضطراب يسبب النزيف أو الإصابة بالكدمات بسهولة، ويرجع ذلك إلى الميل إلى النزيف في الأنسجة الرخوة بسبب انخفاض عدد الصفائح الدموية.
كشف موقع "bloodcancer" أن هناك أكثر من 100 نوع مختلف من سرطان الدم، موضحًا أن معظمها هي أنواع من سرطان الدم، وسرطان الغدد الليمفاوية، والورم النقوي.
وذكر أن مصطلح "سرطان الدم" يشمل أيضًا حالات أخرى، مثل: متلازمات خلل التنسج النقوي (MDS)، والأورام التكاثرية النقوية (MPN).
بينما أوضح موقع "medlineplus" أن نوع سرطان الدم يعتمد على نوع خلية الدم التي تتحول إلى سرطان، مستعرضا الأنواع الرئيسية لسرطان الدم وهي:
- سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL): أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الأطفال لكنه قد يؤثر أيضًا على البالغين.
- سرطان الدم النخاعي الحاد (AML): أكثر شيوعًا عند كبار السن، لكنه يؤثر أيضًا على الأطفال.
سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL): أحد أكثر أنواع سرطان الدم شيوعًا لدى البالغين، وغالبًا ما يحدث أثناء أو بعد منتصف العمر.
سرطان الدم النخاعي المزمن (CML): يحدث عادة عند البالغين أثناء أو بعد منتصف العمر.
للأسف، قد تمر أعراض سرطان الدم المبكرة، دون أن يلاحظها المريض، كونها تأتي على هيئة حمى وأوجاع وإرهاق مع نزلات البرد أو الإنفلونزا.
وذكر موقع "roswellpark" أنه قد يكون من السهل التغاضي عن العديد من أعراض سرطان الدم لدى النساء، لأن المرض قد يظهر العديد من الأعراض التي قد تبدو وكأنها شيء آخر.
وشرح: بالنسبة للنساء في الأربعينيات والخمسينيات من العمر، فإن علامات سرطان الدم تشبه، إلى حد كبير، علامات انقطاع الطمث.
وتشمل أعراض اللوكيميا عند النساء:
- ضيق في التنفس
- التعرق الليلي
- التعب
- الشعور بالشبع بعد الوجبات بسرعة
- فقدان الوزن غير المقصود
- الإصابة بكدمات بسهولة
- نزيف الجراح بشدة
- عدم التئام الجراح بسرعة
بينما قال موقع "cancer" إن كثيرًا من المصابين بسرطان الدم ليس لديهم أعراض، أو تميل الأعراض إلى أن تكون خفيفة في البداية، ثم تتفاقم ببطء، موضحًا أن علامات سرطان الدم الرئيسة، تشمل ما يلي:
- فقر الدم
- التعب
- شحوب البشرة
- الضعف
- ضيق التنفس
- زيادة الكدمات والنزيف
- الالتهابات المتكررة
- تقرحات الفم
- التهاب الحلق
- الحمى
- التعرق
- السعال
- التبول المتكرر مع التهيج
- الجراح والدمامل
بينما تشمل الأعراض الأخرى الأقل شيوعًا ما يلي:
- آلام العظام
- انتفاخ اللثة
- طفح جلدي
- الصداع
- مشاكل في الرؤية
- القيء
- تضخم الغدد الليمفاوية
- تضخم الطحال
- آلام في الصدر
قالت الجمعية الأمريكية لأمراض الدم إنه على الرغم من أن الخبراء غير متأكدين من أسباب سرطان الدم، إلا أنهم حددوا عدة عوامل خطر تشمل ما يلي:
- التعرض لمستويات عالية من الإشعاع: حال استخدام العلاج الإشعاعي للشفاء من سرطان سابق.
- التعرض المتكرر للمواد الكيميائية الصناعية: مثل البنزين والفورمالدهيد.
- العلاج الكيميائي: تزيد العلاجات الكيميائية لسرطان سابق من احتمالية الإصابة.
وشرح موقع "clevelandclinic" أن هناك بعض العوامل قد تزيد خطر الإصابة بسرطان الدم، وتشمل:
- التدخين: سواء كنت مدخنًا، أو تتعرض للتدخين السلبي فأنت معرّض للإصابة بسرطان الدم النقوي الحاد.
- بعض الاضطرابات الوراثية: مثل الورم العصبي الليفي، ومتلازمة كلاينفلتر، ومتلازمة شواتشمان دايموند، ومتلازمة داون، قد تزيد خطر إصابتك.
- تاريخ عائلي قوي للإصابة بسرطان الدم: تشير الأبحاث إلى أن بعض أنواع اللوكيميا قد تكون وراثية في العائلات.
تحديد المراحل هو عملية تساعد الأطباء على فهم مدى تقدم نوع من السرطان ومدى احتمالية انتشاره، وبناءً على هذه المعلومات يمكنهم وضع خطة علاجية تناسب احتياجات المريض الشخصية.
ووفقا لموقع "compassoncology" فإنه بالنسبة لمعظم أنواع السرطان تعتمد المرحلة على حجم الورم وموقعه ومدى انتشاره، لكن سرطان الدم يختلف؛ لأنه ينتج خلايا سرطانية في الدم ونخاع العظام، وليس ورمًا يمكن قياسه وأخذ خزعة منه.
1- سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL): تتضمن 5 مراحل مختلفة، وتشمل:
المرحلة 0: يعاني المريض من كثرة الخلايا الليمفاوية مع أكثر من 5000 خلية ليمفاوية لكل ميكروليتر من الدم، ولكن لا توجد علامات جسدية أخرى.
المرحلة الأولى: يعاني المريض من كثرة الخلايا اللمفاوية وتضخم الغدد الليمفاوية، ولا يعاني المريض من تضخم الكبد أو الطحال أو فقر الدم أو انخفاض مستويات الصفائح الدموية.
المرحلة الثانية: يعاني المريض من كثرة الخلايا اللمفاوية وتضخم الطحال أو الكبد، وقد يكون أو لا يكون لديه تضخم في الغدد الليمفاوية.
المرحلة الثالثة: يعاني المريض من كثرة الخلايا اللمفاوية وفقر الدم، وقد يعاني أو لا يعاني من تضخم الغدد الليمفاوية وتضخم الكبد أو الطحال.
المرحلة الرابعة: يعاني المريض من كثرة الخلايا اللمفاوية وانخفاض مستويات الصفائح الدموية، وقد يعاني المريض، أو لا يعاني من تضخم الغدد الليمفاوية أو تضخم الكبد أو الطحال أو فقر الدم.
2- سرطان الدم النخاعي الحاد (AML): بحسب التصنيف الأحدث لمنظمة الصحة العالمية (WHO) تشمل مراحله:
- AML مع بعض التشوهات الوراثية (تغيرات الجينات أو الكروموسومات)
- AML مع التغييرات المرتبطة بخلل التنسج النقوي
- AML المتعلقة بالعلاج الكيميائي أو الإشعاع السابق
- AML غير محددة بحالات المجموعات المذكورة أعلاه
- الساركوما النقوية (الورم الكلوروما)
- تكاثر النخاع الشوكي المرتبط بمتلازمة داون
- سرطان الدم الحاد غير المتمايز وثنائي النمط (سرطان الدم الحاد ذو النمط الظاهري المختلط (MPALs)
3- مراحل سرطان الدم النخاعي المزمن (CML): يُصَنَّف المرض بحسب المرحلة إلى:
- المرحلة المزمنة: أقل من 10% من الخلايا الموجودة في الدم ونخاع العظم هي خلايا أرومية.
- المرحلة المتسارعة: 10% إلى 19% من الخلايا الموجودة في الدم ونخاع العظم هي خلايا أرومية.
- المرحلة الأرومية: 20% أو أكثر من الخلايا الموجودة في الدم أو نخاع العظم هي خلايا أرومية. عندما يحدث التعب والحمى وتضخم الطحال خلال المرحلة الأرومة، فإنها تسمى أزمة الانفجار.
4- سرطان الدم الليمفاوي الحاد (الليمفاوي): بحسب نظام منظمة الصحة العالمية تشمل:
B- الخلية الكل (B-Cell ALL): الخلايا الليمفاوية البائية هي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تلعب دورًا كبيرًا في حماية الجسم من العدوى (المناعة الخلطية) عن طريق صنع أجسام مضادة ضد المستضدات.
T-الخلية الكل (T-Cell ALL): تلعب الخلايا التائية دورًا مركزيًا في المناعة الخلوية. فهي حيوية في استضافة الاستجابة المناعية ضد مسببات الأمراض.
وفقًا لموقع "cancer" فإنه حال اشتباه الطبيب في الإصابة بأحد أشكال سرطان الدم، سيخضع المريض لواحد أو أكثر من الاختبارات التالية للمساعدة بتشخيص وتحديد نوع سرطان الدم، وتشمل:
- تحاليل الدم: يُظهر اختبار الدم الأولى ما إذا كانت خلايا سرطان الدم موجودة في الدم، أو إذا كانت مستويات خلايا الدم مختلفة عما هو متوقع لدى الشخص السليم.
- خزعة نخاع العظم: تتم إزالة كمية صغيرة من نخاع العظم من عظم الورك (عظم الحوض) باستخدام إبرة طويلة.
- الأشعة السينية الصدر: يتم أخذ صورة شعاعية للصدر لفحص القلب والرئتين، ومعرفة ما إذا كان هناك تضخم في العقد الليمفاوية في الصدر.
- البزل القطني: يوضح هذا الاختبار ما إذا كانت أي من خلايا سرطان الدم قد انتقلت إلى السائل المحيط بعمودك الفقري.
أوضحت الجمعية الكندية للسرطان أنه مع أنظمة العلاج الحالية بات بإمكان نحو 80% إلى 90% من الأشخاص المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد الوصول إلى شفاء كامل، ما يعني أنه لا يمكن رؤية خلايا سرطان الدم في نخاع العظم.
وذكرت: يصل نحو 40% إلى 50% من الأشخاص المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL) إلى شفاء كامل ولا ينتكسون، وبشكل عام تختلف هذه المعدلات باختلاف النوع الفرعي لـ ALL والعوامل الأخرى.
بينما ذكر موقع "medicalnewstoday" أنه بالنسبة للأطفال المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL) يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات الآن نحو 90% وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية.
وتظهر أحدث الأرقام أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات لجميع الأنواع الفرعية من سرطان الدم هو 65.7%.
وفقًا لموقع "كليفلاند كلينيك"، فإن علاجات سرطان الدم تعتمد على نوع سرطان الدم لدى المريض وعمره وصحته العامة، وما إذا كان سرطان الدم قد انتشر إلى أعضاء أو أنسجة أخرى، لكنها العلاجات الشائعة غالبًا ما تتضمن مزيجًا مما يلي:
- العلاج الكيميائي: الشكل الأكثر شيوعًا لعلاج سرطان الدم، وهو ينطوي على استخدام المواد الكيميائية لقتل خلايا سرطان الدم أو منعها من التكاثر.
- العلاج المناعي (العلاج البيولوجي): يستخدم هذا العلاج أدوية معينة لتعزيز نظام الدفاع في الجسم لمحاربة سرطان الدم؛ إذ يساعد الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية وإنتاج المزيد من الخلايا المناعية لمحاربتها.
- العلاج الموجه: يستخدم أدوية مصممة لمهاجمة أجزاء معينة من خلية سرطان الدم (مثل البروتين أو الجين) التي تجعلها تتفوق على خلايا الدم الطبيعية.
- العلاج الإشعاعي: يستخدم هذا العلاج حزم طاقة قوية أو أشعة سينية لقتل خلايا سرطان الدم أو منعها من النمو.
- زرع الخلايا المكونة للدم (الخلايا الجذعية أو نخاع العظم): يستبدل هذا العلاج الخلايا السرطانية المكونة للدم التي قتلها العلاج الكيميائي أو الإشعاعي بخلايا جديدة وصحية مكونة للدم.
- العلاج بالخلايا التائية بمستقبل المستضد الخيميري (CAR): هذا نوع جديد من العلاج يأخذ الخلايا التائية المقاومة للعدوى في الجسم (الخلايا التائية أو الخلايا اللمفاوية التائية هي نوع من الخلايا المناعية)، ويقوم بهندستها لمحاربة خلايا سرطان الدم. وبثها مجددا في جسمك.
تختلف مدة ومراحل علاج سرطان الدم اعتمادًا على خطة العلاج الخاصة بكل مريض، فبعضهم يتلقى علاجات مستمرة لسرطان الدم على المدى الطويل وآخرون يتلقون علاجًا على مراحل.
لكن بشكل عام، يتضمن العلاج المرحلي 3 أجزاء ولكل مرحلة لها هدف محدد، وهي:
- الأولى: الهدف قتل أكبر عدد ممكن من خلايا سرطان الدم في الدم ونخاع العظام لتحقيق الشفاء، ويستمر عادة من 4 إلى 6 أسابيع.
- الثانية: الهدف هو قتل أي خلايا سرطان الدم المتبقية التي لم تُكْتَشَف، حتى لا يعود السرطان. ستتلقى عادة العلاج التوحيدي على مدار 4 إلى 6 أشهر.
- الثالثة: الهدف هو قتل أي خلايا سرطان الدم التي قد تكون نجت من مرحلتي العلاج الأولين ومنع السرطان من العودة (الانتكاس)، ويستمر العلاج نحو عامين.
أوضحت الجمعية الأمريكية لأمراض الدم أنه نظرًا لأن سبب سرطان الدم لا يزال غير معروف فلا توجد طريقة معينة للوقاية منه.
ومع ذلك، نصحت الجمعية المختصة بالمرض للوقاية من سرطان الدم باتباع التالي:
- تجنب التعرض للمذيبات، مثل البنزين والتولوين
- عدم التعرض غير الضروري للأشعة السينية
- المتابعة الطبية للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من سرطان الدم.
- تجنب التدخين وغيره من أشكال تعاطي التبغ
- تجنب أنواع معينة من العلاج الكيميائي المستخدم لعلاج أنواع أخرى من السرطان.
قد يستفيد الأشخاص المصابون بسرطان الدم من اتباع نظام غذائي يحتوي على أطعمة معينة، مثل: الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة.
وأوصت جمعية سرطان الدم والأورام اللمفاوية (LLS) مرضى سرطان الدم باتباع نظام غذائي يشمل:
- مجموعة متنوعة من الخضار والبقوليات (50% من معظم الوجبات).
- الفواكه الكاملة، مثل التفاح أو التوت
- الحبوب الكاملة
- منتجات الألبان الخالية من الدهون أو قليلة الدسم
- مصادر البروتين قليلة الدهون، مثل الدجاج، والأسماك، وفول الصويا
- الزيوت الصحية، مثل زيت الزيتون أو زيت الكانولا
- الخضراوات الصليبية، مثل بروكلي، كرنب، قرنبيط