تُعاني المرأة خلال فترة الحمل من مجموعة من التغيرات الهرمونية والجسدية العميقة، والتي تلعب دورًا بارزًا في تشكيل حالتها النفسية والعاطفية.
تتراوح هذه التغيرات بين تفاعلات جسدية مؤلمة وارتفاع في مستويات الهرمونات؛ مما يؤدي إلى تأثيرات قد تكون مفاجئة وغير متوقعة.
من بين هذه الظواهر المثيرة للاهتمام، تبرز حالة تُعرف بـ"وحام كره الزوج"، حيث تواجه بعض النساء الحوامل مشاعر من النفور تجاه أزواجهن.
وقد يصبح وجود الزوج مصدرًا للشعور بالغضب والانزعاج، لدرجة أن بعضهن يشعرن برغبة في الابتعاد عنه.
هذه الحالة، رغم أنها قد تبدو غير مألوفة أو غير منطقية، إلا أنها تعكس تعقيد المشاعر التي قد تمر بها المرأة في هذه المرحلة الحرجة من حياتها.
تشير العديد من الدراسات التي نشرت في مجلة الطب النفسي، إلى أن هذه الظاهرة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتقلبات الحادة في مستويات الهرمونات مثل hCG والبروجسترون.
تؤدي هذه الهرمونات إلى اضطرابات جسدية تشمل الغثيان، والقيء، وزيادة حساسية الشم والتذوق؛ ما يجعل المرأة تشعر بالنفور من روائح معينة، بما فيها رائحة الزوج.
من الأعراض الشائعة في هذه الظاهرة:
ويعود هذا التوتر إلى عدم قدرة الحامل على التكيف مع حالتها النفسية والجسدية الجديدة، بينما ترى أن زوجها يتمتع بحياة طبيعية.
هذا التفاوت يولّد شعورًا داخليًا بالانزعاج والغضب تجاهه، فتراه كمصدر للإحباط أو الضيق.
رغم توفر مجموعة من الأدوية في الصيدليات المصممة لتخفيف أعراض الوحام، مثل الغثيان والقيء، إلا أن هذه الأدوية أثبتت عدم فعاليتها في معالجة مشاعر الكره أو النفور التي قد تنتاب بعض النساء تجاه أزواجهن خلال فترة الحمل.
الدراسات تشير إلى أن تأثيرات هذه الأدوية تكون محدودة، ولا تعالج الأبعاد النفسية والعاطفية التي تترتب على التقلبات الهرمونية.
علاوة على ذلك، يمكن أن يشكل تناول هذه الأدوية خطرًا حقيقيًا على صحة الجنين والأم على حد سواء. حيث تحتوي معظم الأدوية المستخدمة في معالجة أعراض الوحام على تركيبات كيميائية صناعية، والتي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض الجانبية.
لذلك، من الضروري أن تتحدث النساء الحوامل مع أطبائهن قبل تناول أي نوع من الأدوية، والبحث عن خيارات علاجية بديلة قد تشمل تغييرات في نمط الحياة، مثل تحسين النظام الغذائي وزيادة مستوى النشاط البدني، والتوجه نحو العلاج النفسي إذا لزم الأمر.
في نهاية المطاف، تعتبر فترة الحمل مرحلة مليئة بالتغيرات الكبيرة التي قد تؤثر على العلاقات الزوجية. ومع أن "وحام كره الزوج" قد يكون مزعجًا، إلا أنه جزء من التغيرات النفسية التي تمر بها المرأة الحامل. بالتفهم والتواصل، يمكن للزوجين تجاوز هذه الفترة بنجاح، ليعود التوازن إلى حياتهما بعد الولادة.