مشروبات الطاقة من المشروبات الشائعة التي يتناولها الملايين حول العالم. وأظهرت دراسات بحثية أن هناك نسبا متزايدة من الشباب في كل مكان يستهلكون مشروبات الطاقة أسبوعيًا.
وتُقدَّم مشروبات الطاقة على أنها مشروبات تعنى بتحسين الأداء الذهني والبدني، وغالبًا ما يتناولها الأشخاص الذين يبحثون عن زيادة سريعة في الطاقة أو الذين يرغبون في البقاء في حالة تأهب وتركيز.
وبينما قد تختلف المكونات الدقيقة التي تدخل في تصنيع مشروبات الطاقة، لكنها تحتوي بشكل عام على مادة الكافيين، التي تعد من المنبهات التي يمكنها أن تحسن اليقظة والتركيز، بحسب موقع "هيلث لاين".
كما يمكن أن يختلف محتوى الكافيين في مشروبات الطاقة، غير أن معظمها يحتوي على حوالي 142 إلى 160 مجم من الكافيين لكل 443 مليلترا. علاوة على ذلك، فإن تلك المشروبات تحتوي أيضا على التورين، وهو حمض أميني موجود بشكل طبيعي في الجسم. بالإضافة إلى السكر، الذي يساهم في زيادة السعرات الحرارية ودرجة الحلاوة العامة للمشروب، كما تحتوي أنواع كثير من مشروبات الطاقة على فيتامينات ب لمنح الجسم طاقة إضافية.
ويمكن القول باختصار إن مشروبات الطاقة تحظى بشعبية كبيرة بين فئة الشباب، وغالبًا ما يتم تناولها كواحدة من الوسائل التي تفيد في الحفاظ على مستوى اليقظة والتركيز. ومع هذا، فإن هناك بعض المخاوف بشأن سلامة مشروبات الطاقة، خاصة حال تناولها بكميات زائدة.
هل تتسبب مشروبات الطاقة في إتلاف الكلى؟
مبعث القلق الرئيسي هو مادة الكافيين، التي تعد من المكونات الرئيسية في مشروبات الطاقة، وذلك لكونها مادة منبهة، كما أن الإفراط في تناولها من الممكن أن يؤدي إلى زيادة إدرار البول.
ووجدت دراسة أجراها فريق من الباحثين عام 2021، ونشرت في مجلة Scientific Reports، أن الإكثار من تناول الكافيين يرتبط بتراجع وظائف الكلى. لكن من الضروري الإشارة في الوقت نفسه إلى أن تناول الكافيين بكميات معتدلة يعد أمرا آمنا في العموم لمعظم الناس.
وتوصي بهذا الخصوص جمعية القلب الأمريكية بألا يزيد استهلاك الأفراد البالغين على 400 مجم من الكافيين يوميًا، وهو ما يعادل حوالي أربعة أكواب من القهوة، وهو ما يجب مراعاته وتطبيقه.
ونبه الباحثون كذلك إلى ضرورة معرفة أن مشروبات الطاقة قد تحتوي على مكونات أخرى (مثل السكر والمحليات الصناعية) وأنها قد تكون ضارة بالصحة في حال تناولها بكميات زائدة.
كما أن الإكثار من السكر قد يؤدي لارتفاع نسبة السكر في الدم وتزايد احتمالات الإصابة بالأمراض ذات الصلة التي من ضمنها مرض السكري من النوع 2. وإلى جانب الكلى، فقد ثبت أن تناول مشروبات الطاقة قد يؤدي أيضًا للعديد من المشكلات الصحية الأخرى.
وحسب بيانات صادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بهذا الخصوص، فقد تم تحويل 1499 شابا عام 2011 لأقسام الحالات الطارئة نتيجة تناولهم مشروبات الطاقة.
ومن ضمن المخاوف الأخرى التي حذر منها الباحثون: الجفاف، القلق، مشاكل القلب والأرق، وهو ما جعلهم يوصون بتناول تلك المشروبات باعتدال، ولتكن كمية تقدر بحوالي 16 أوقية.
وشددوا في الوقت ذاته على ضرورة الإكثار من شرب الماء لكونه يساعد في الحفاظ على مستوى ترطيب الجسم، وقالوا إنه في حال شعورك بأية مخاوف بشأن تأثيرات مشروبات الطاقة على صحتك، فمن الجيد في تلك الحالة أن تتحدثي إلى أحد مقدمي الرعاية الصحية.
أفضل الطرق لتعزيز مستوى الطاقة طبيعيا
هناك العديد من الطرق التي يمكنها تعزيز مستويات الطاقة بشكل طبيعي دون الاعتماد على مشروبات الطاقة أو المصادر الاصطناعية الأخرى للكافيين وباقي المحفزات. وقال باحثون من كلية الطب بجامعة هارفارد إن أحد أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها هو الحصول على قسط كافٍ من النوم؛ إذ يجب أن يحصل الفرد البالغ على 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة.
وكذلك من المهم مراقبة النظام الغذائي، إذ إن النظام الغني بالفواكه، الخضراوات، الحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون يمكنه توفير طاقة مستدامة طوال اليوم، وفقًا لموقع WebMD.
كما نصح الباحثون بضرورة المداومة على تناول نوعية الكربوهيدرات الذكية وتجنب الأطعمة السكرية والأطعمة المصنعة التي يمكنها أن تتسبب في حدوث ارتفاعات وانخفاضات بمستويات الطاقة.
وتحدث الباحثون أيضا عن أهمية المداومة على النشاط البدني نظرا لدوره في تعزيز مستويات الطاقة وتحسين الصحة البدنية والذهنية بشكل عام، مع ضرورة أخذ فترات راحة بغية الاسترخاء واستعادة الحيوية، وبالتالي المساهمة في زيادة مستويات الطاقة، ومن ضمن طرق الاسترخاء التي يمكن القيام بها، وفق توصياتهم، التنفس العميق، التأمل أو اليوغا.
وأخيرا، لابد من معرفة أن الأمور قد تختلف من شخص لآخر، وأن ما قد يصلح لشخص قد لا يصلح لغيره. لكن ينصح في العموم بتجربة الطرق التي يمكنها تعزيز طاقتك بصورة طبيعية. وحال شعورك بتعب مستمر أو انخفاض بمستويات الطاقة، فالأفضل الرجوع للطبيب.