لا تنتج ردود الفعل التحسسية بالضرورة عن مسببات الحساسية، بل إن الحساسية تحدث حين يكتشف الجهاز المناعي بالجسم مادة غريبة؛ ما يؤدي بعد ذلك لإفراز أجسام مضادة.
ويمكن لتلك الأجسام المضادة أن تتسبب في إصابة البشرة بالتهابات، سد الجيوب الأنفية والممرات الهوائية والتأثير على الجهاز الهضمي. ويعد الغبار على سبيل المثال واحدا من أكثر مسببات الحساسية شيوعا، ولهذا ينبه الباحثون دوما إلى ضرورة الانتباه إليه.
والحقيقة التي ربما لا يعلمها كثيرون هي أن الغبار ليس مادة واحدة فقط، وإنما مجموعة من الجزيئات العشوائية مثل التربة، ألياف الملابس، البكتيريا، عث الغبار، وبر الحيوانات الأليفة وخلايا الجلد. والحقيقة أن هناك تقديرات تؤكد أن معظم الأشخاص يعانون من حساسية عث الغبار داخل منازلهم أو أثناء تواجدهم بمنازل أخرى.
وقال الباحثون إن المنازل تحتوي في الغالب على حشرات صغيرة للغاية، والشيء المطمئن هو أنك حال لم تكوني مصابة بالحساسية أنتِ أو أي من أفراد أسرتك، فإن تلك الحشرات لن تتسبب لك في حدوث أية مشكلات، وبالتالي ستمر الأمور بدون أزمات.
لكن المعضلة التي ربما تواجهها كثير من النساء هي عدم تأكدهن مما إن كن مصابات بحساسية تجاه الغبار المنزلي أم لا، ولهذا نستعرض فيما بعض العلامات التي تخبرك بذلك.
أوضح باحثون من "مايو كلينك" أنك لو كنت مصابة بحساسية من الغبار، فالأرجح أنك مصابة بحساسية من عث الغبار. لكن لسوء الحظ أنه يكون من الصعب عليك تحديد ما إن كنت مصابة بحساسية من الغبار أم لا. والفكرة هي أن الأعراض تتشابه للغاية مع أعراض حمى القش، التي من أشهرها سيلان الأنف ونزول المخاط بكميات زائدة.
وتابع الباحثون حديثهم بالقول إن السبب وراء معظم هذه الأعراض هو التهاب الممرات الأنفية. ولهذا، فإنه في حالة الإصابة بالربو، فإن الحساسية من الغبار قد تؤدي لتفاقم ذلك أيضا، وهو ما قد يتسبب في حدوث بعض الأزيز وصعوبات عديدة في التنفس.
لحسن الحظ أن هناك طريقة سهلة تتيح لك معرفة ما إن كنت مصابة بحساسية من عث الغبار المنزلي أم لا، كأن تقومي مثلا ببعض أعمال التنظيف، وتراقبي ما إن كانت ستتحسن الأعراض أم لا، وحينها ستعرفين بشكل واضح ما إن كنت مصابة بالمشكلة أم لا.
ومن خطوات التنظيف الأساسية التي يمكنك القيام بها بهذا الصدد هي إزالة السجاجيد، المراتب القديمة، الوسائد وغسل جميع الملايات في مياه على درجة حرارة 130 فهرنهايت.
وكذلك يمكنك الإبقاء على مستوى رطوبة منخفض بالمنزل قدر المستطاع، بحيث يبقى عادة دون الـ 50 %، وهي النسبة التي لا ينمو فيها عث الغبار، وبالتالي يمكن تجنبه.
أما في حال استمرار الأعراض رغم قيامك بكل ما سبق، فمن ثم ينصح بالرجوع لطبيب الحساسية، لأنك قد تكونين مصابة بحساسية من شيء آخر أو تعانين من حساسية غبار أشد حدة، وهو ما يجب أن تفطني إليه، وتتخذي حذرك تجاهه على الفور.