الصداع النصفي من المشكلات المستعصية التي يعانيها الكثيرون حول العالم، خاصة وأنه يكون أشد حدة في آلامه وتأثيراته من الصداع العادي، وهو ما يحوله لكابوس مزعج.
وتنطوي أعراض هذا الصداع الذي يصيب الملايين على الشعور بألم حاد، غثيان، قيء، حساسية من الضوء، الأصوات وباقي المحفزات، وهو ما يحد من قدرات المصابين الإنتاجية في أماكن العمل التي يعملون بها على مدار العام بصورة تدعو للقلق.
والمشكلة أن الصداع النصفي لا يزال يشكل حالة من الغموض، حتى في الوسط الطبي، خاصة وأن أسبابه غير مفهومة بشكل كامل، وهو ما يزيد من الجدلية المثارة حوله.
وبالإضافة لذلك، لا يوجد علاج معروف للصداع النصفي، ويمكن التحكم فيه فقط من خلال العلاجات الوقائية المجهضة، التي تشمل الأدوية الفموية والحقن وبخاخات الأنف.
أما العلاجات الطبيعية والبديلة التي يستعان بها للسيطرة على آلام الصداع النصفي فهي في الغالب حلول بسيطة، تشمل الاستراحة في غرفة مظلمة، ممارسة أساليب الاسترخاء وتدليك الرأس. ومع هذا، فإنه حين لا تعمل أي من تلك العلاجات أو العلاجات السابق الإشارة إليها، فربما يكون العلاج بيد أحد خبراء تقويم عظام العمود الفقري، وهو ما سنلقي عليه الضوء باستفاضة أكبر خلال السطور التالية لفهم الأمر أكثر.
العلاج بتقويم العمود الفقري هو ممارسة طبية تركز على إعادة تنظيم العمود الفقري وأجزاء أخرى من الجهاز العضلي الهيكلي وفقا لموقع مديكال نيوز توداي. وبينما قد لا يبدو ذلك أمرا وثيق الصلة بعلاج الصداع النصفي، لكن تم التوصل لبعض الأدلة البحثية التي تؤكد أن علاجات تقويم العمود الفقري قد تخفف بالفعل أعراض الصداع النصفي.
وهناك مراجعة بحثية نشرت عام 2011 في مجلة الصداع والألم وجدت أن العلاجات اليدوية للصداع النصفي، بما فيها العلاج بتقويم العمود الفقري، قد تكون بنفس فعالية أدوية الصداع النصفي، وإن طالبت المراجعة بإجراء المزيد من الدراسات لتأكيد تلك النتائج.
وقالت دكتور سانديا كومار، طبيبة الأعصاب المتخصصة في علاج نوبات الصداع، إن العلاج بتقويم العمود الفقري قد يساعد أيضا في علاج آلام الرقبة المرتبطة بالصداع النصفي.
وأضافت كومار أن 80 % من مرضى الصداع النصفي يعانون من ألم بالرقبة، وأن وضعية الجسم السيئة والضغط على العمود الفقري والرقبة يمكن أن يؤديا لتفاقم أعراض الصداع النصفي، وأن العلاج السابق ذكره قد يفيد بشكل كبير في تخفيف تلك المشكلات.
لكن في مقابل ذلك، نبه باحثون إلى بعض المخاطر التي قد ينطوي عليها العلاج بتقويم العمود الفقري للصداع النصفي، إذ قد تحدث بعض الآثار الخفيفة لدى نسبة تتراوح من 30 لـ 60% من المرضى، وكذلك قد تحدث بعض الآثار الجانبية الخطرة لدى بعض المرضى مثل تسلخ الشريان الفقري والسكتة الدماغية، وهو ما يحتم على جميع مرضى الصداع النصفي ضرورة الرجوع أولا لطبيب الرعاية الأولي لأخذ رأيه قبل أي شيء.