جفون العين من المناطق شديدة الحساسية في الجسم، خاصة وأن سمكها لا يزيد عن 1 مليمتر، وهو ما يعني أنها عادة ما تكون عرضة للإصابة ببعض المشكلات بمنتهى السهولة.
ورغم الحذر الذي قد يلزمه بعضهم، لكن ذلك لا يمنع الجفون من التمدد والتورم من وقت لآخر، وهو ما يثير الفضول لدى كثيرات بشأن الأسباب التي تؤدي لتورمها بهذا الشكل.
أوضح باحثون في مستهل حديثهم عن ذلك الموضوع أن تورم الجفون ليس بتلك المشكلة الصحية الكبيرة في حد ذاته، بل إنه بالأحرى عرض دال على وجود ثمة شيء آخر.
وأضافوا أنه قد ينتج في بعض الأحيان عن عدم الحصول على قسط كاف من النوم ليلا، الدخول في نوبة بكاء أو التعرض لتهيج بسبب استخدام أحد منتجات المكياج حول العين.
وفي حالات أخرى، قد تنتج مشكلة تورم جفون العين عن رد فعل تحسسي، انسداد بأحد الغدد الدهنية أو انسداد القناة الدمعية. وكذلك قد تنتج عن بعض المشكلات الصحية مثل العين الوردية، القوباء المنطقية، تكوّن دمل أو التهاب بالجفون.
متى يتعين عليك اللجوء للطبيب؟
رغم عدم شيوع تلك الحالة، لكن ما يجب معرفته هو أن قصور الغدة الدرقية قد يكون السبب الرئيسي وراء تورم الجفون، وهي الحالة التي يعاني فيها الشخص من قصور أو قلة في نشاط الغدة الدرقية؛ ما يجعلها لا تقوم بمهامها المطلوبة، ومن ثم تؤثر على أعضاء أخرى بالجسم، كما في حال تسببها في تورم الجفون، وفقا لما أكده أطباء بهذا الصدد.
وبالإضافة لذلك، توجد أسباب أخرى أقل شيوعا لتلك المشكلة، مثل الإصابة ببعض الاضطرابات التي يتعرض فيها الجسم لتورم، مثل المتلازمة الكلوية، التي تعد شكلا من أشكال أمراض الكلى. وهناك حالات نادرة، تتسبب فيها حالتان تعرفان بـ (التهاب النسيج الخلوي المداري أو تجلط الجيوب الكهفية) في إصابة جفون العيون بهذا التورم.
إذ تُصَاب العظام المحيطة بالعين في حالة التعرض لالتهاب النسيج الخلوي المداري، وكذلك ينتج عن تجلط الجيوب الكهفية انسداد بالوريد الموجود في الجانب السفلي للدماغ.
وبطبيعة الحال، لا يكن اعتبار كل الحالات التي تُصاب فيها الجفون بتورم "حالات طارئة". وعلى حسب السبب الذي يقف وراء الإصابة، يمكن في بعض الحالات لبعض العلاجات المنزلية البسيطة، كما أخذ قسط من الراحة أو وضع ضمادة باردة على المنطقة المصابة، أن تساعد على تخفيف التورم بصورة فعالة. وكذلك يمكن الاستعانة بقطرات، مضادات حيوية أو أي أدوية أخرى للمساعدة في تخفيف حالة الالتهاب بشكل جيد.
وقال الأطباء إنه في حال عدم تحسن التورم خلال يومين، فمن المهم في تلك الحالة اللجوء إلى طبيب. وحال كان التورم حادا ومصحوبا بحمى، تدلي الجفون، حساسية من الضوء، فقدان للرؤية، احمرار مفرط، التهاب أو إحساس بالحرارة، فيجب التوجه في تلك الحالة لأقرب مكان تتوافر فيه خدمة الطوارئ للتعامل بشكل عاجل مع الالتهاب.
