الشعور بآلام غير محددة في الساق، تتراوح بين وخز خفيف وإحساس بآلام شديدة، قد ينذر بأمراض لا تتوقعينها، فعلى الرغم من أن هذه الآلام قد تكون غير ضارة، إلا أنها قد تخفي وراءها أمراضاً خطيرة.
وترجع آلام الساق إلى أسباب عدة؛ نظراً لأن الساق ترتبط بالعديد من المفاصل والكثير من الأعصاب والعضلات والأوعية الدموية.
ترسبات وانسدادات
يوضح الأطباء أن شرايين الساقين تمتاز بكونها أطول من الشرايين الموجودة في القلب والرقبة، وبالتالي فإنها تكون أكثر عُرضة للترسبات والانسدادات.
ضيق الشرايين
في حال الإصابة بمرض انسداد الشرايين الطرفية، تضيق الشرايين الموجودة في الحوض والفخذ والجزء السفلي من الساق بسبب الترسيبات، بحيث يتم ضح الدورة الدموية في عضلات الساق بشكل أقل، وبالتالي لا يحصل المريض على الأكسجين.
الأعراض
يمكن للمرضى ملاحظة أعراض ضيق الشرايين بصفة خاصة أثناء المشي؛ حيث يعانون من تقلصات حادة في الأرداف والفخذ أو ربلة الساق، بعد المشي لمسافات قصيرة لا تتجاوز 200 متر، ولا يتمكنون في أغلب الأحيان من مواصلة المشي. وتظهر أعراض مرض انسداد الشرايين الطرفية مع التقدم في العمر.
العلاج
يلجأ الأطباء إلى استعمال قسطرة البالون في أغلب الأحيان، كي تتدفق الدورة الدموية مرة أخرى من دون أية عوائق، بحيث يقوم الطبيب عن طريق سلك رفيع بدفع بالون صغير من الشريط إلى الموضع الضيق في الشريان، وبعد ذلك يتم نفخ هذا البالون، وبذلك يتم الضغط على الترسيبات المتراكمة على جدران الشريان، بحيث تصبح الأوعية الدموية خالية من الترسيبات وتسمح بتدفق الدورة الدموية مرة أخرى.
الترسبات الصلبة
لكن في حال الترسبات الصلبة للغاية فقد لا يتمكن السلك الرفيع من اختراقها. وظلت عمليات استئصال المواضع الضيقة من الشرايين هي العلاج الوحيد لمثل هذه الحالات، إلا أنه يمكن التغلب على الانسدادات الشديدة حالياً بواسطة ضوء الليزر، الذي يعمل بالطاقة العالية.
طريقة الليزر تُبقي جدران الأوعية الدموية سليمة، ويقل خطر انسداد الشرايين مرة أخرى؛ نظراً لأن الترسبات لا يتم ضغطها في جدران الأوعية الدموية وبالتالي لا يمكن إذابتها أيضاً.
العمود الفقري
في حال الإصابة بالضيق الشوكي، تظهر آلام وخز وتنميل في الساقين إلى جانب آلام الظهر. ولا ترجع الأسباب في هذه الحالة إلى اضطرابات الدورة الدموية، ولكنها ترجع إلى عدة أمور، منها على سبيل المثال التآكل التدريجي للعمود الفقري مع التقدم في العمر.
ويوضّح اختصاصيو العظام، أن ضيق القناة الشوكية في منطقة الفقرات القطنية، يعرض أعصاب الحبل الشوكي للضغط، وعندئذ يحدث خلل في عملية تدفق المعلومات العصبية، وهو ما يتضح من خلال ظهور آلام الساق.
العلاج
عادةً ما يتم علاج حالات الإصابة بالضيق الشوكي بواسطة الأدوية في البداية، على الرغم من أن هذه الأدوية لا تعمل على توسيع القناة الشوكية، إلا أنها تعمل على تقليل الماء وحالات التهيج في المواضع الضيقة، وبالتالي يتم تخفيف الحمل الواقع على الحبل الشوكي. وفي أغلب الأحيان يتم حقن الكورتيزون المضاد للالتهابات بشكل انتقائي في المواضع الضيقة في القناة الشوكية، ودائماً ما ينصح الأطباء بضرورة أن يصاحب تناول الأدوية إجراء جلسات العلاج الطبيعي للتخفيف من الآلام.
جلطة الأوردة العميقة
إلى جانب الشرايين والعمود الفقري، فإن الأوردة غالباً ما تتسبب أيضاً في ظهور آلام الساق، وهو ما يظهر في شكل جلطة في الأوردة العميقة.
ويوضح الأطباء أن تجلط الدم يحول دون ارتجاع الدم من القدم إلى القلب مروراً بالركبة والفخذ. وفي هذه الحالة تتورم الساق وتصبح ثقيلة ودافئة.
في البداية قد تظل الجلطة موجودة دون أية أعراض ظاهرة. لكن عدم علاج جلطة الأوردة العميقة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بانسداد رئوي يهدد حياة المريض. ويؤكد الأطباء بأنه من الممكن أن تتحلل قطعة من الجلطة وتنتقل إلى الأوعية الدموية في الرئة، بحيث تهدد المريض بالإصابة بقصور القلب الحاد، ولذلك يتعين على المريض، الذي يشتبه في إصابته بالجلطة استشارة الطبيب أو التوجه إلى المستشفى على الفور.
علاج الجلطة
عادةً ما يتم علاج حالات الجلطة بواسطة الأدوية والعقاقير، التي تمنع تخثر الدم. بحيث يتناول المريض جرعات أو حقن من المادة الفعالة هيبارين بداية، وبعد ذلك يتم استخدام أقراص تحتوي على مادة كومارين الفعالة.
جوارب ضاغطة
بالإضافة إلى ذلك، يتعين على المرضى ارتداء جوارب ضاغطة؛ حيث تمارس هذه الجوارب ضغطاً منسقاً على الأوردة، وبالتالي فإن تراكم السوائل يعود إلى الأنسجة مرة أخرى، ويتحسن بذلك تدفق الدورة الدموية.
ممارسة الرياضة
ينصح الأطباء بضرورة ممارسة الرياضة بصورة منتظمة، ومن الأفضل ممارسة رياضات قوة التحمل مثل السباحة والمشي وركوب الدراجات الهوائية أو التجول سيراً على الأقدام، ويعتبر التنس ورفع الأثقال من أنواع الرياضات غير المناسبة، لأنها تعتمد على التوقف المفاجئ. كما ينبغي على المرضى تجنب الجلوس لفترات طويلة، ويمكن للموظفين أثناء الجلوس رفع أقدامهم لأعلى وتحت طاولة المكتب وتحريك القدمين والأصابع بصورة منتظمة.