جدل واسع أثير أخيرا حول مدى جدوى وفعالية فيتامينات مكافحة الشيخوخة، التي عادة ما تلجأ إليها النساء، بغية إنعاش بشرتهن وتجديدها ووقايتها من تأثيرات التقدم في السن.
والفكرة أن النساء ينجذبن لتلك الفيتامينات بفضل الصور والمقاطع التي يشاهدنها للحالات قبل وبعد، ويعتقدن بفعاليتها في إحداث الفارق الذي يتطلعن إليه من ناحية المظهر.
ولعل ما تسبب في إثارة زوبعة من الجدل حول هذا الموضوع أخيرا هو تصريح الدكتور كارين بوركي، طبيبة الجلدية المقيمة في نيويورك، بأن شراء تلك الفيتامينات هو مضيعة للوقت، وأنه ورغم أن كثيرا من التركيبات الموضعية تحتوي على مضادات أكسدة، فإن نسبة قليلة للغاية منها تعتبر فعالة في منع أو مواجهة التلف الذي يلحق بالبشرة.
وأضافت كارين "رغم كل ما تروج له الإعلانات، إلا أن معظم التركيبات المتاحة تقريبا تحتوي على تركيزات منخفضة للغاية من مضادات الأكسدة التي لا يمتصها الجلد جيدا".
ومع هذا، ففي المقابل يرى الخبراء أنه لا يجب التخلي تماما عن نظم العناية بالبشرة؛ لأن بعض المكونات الموجودة في كريمات مكافحة الشيخوخة تحظى بفوائد مضادات الأكسدة.
فمثلا سبق أن وجدت دراسة أجريت عام 2004 أن السيلينيوم، فيتامين إي وفيتامين سي الموضعيين يمكنهما العمل على تحسين البشرة والحد من تأثيرات الجذور الحرة الضارة.
وقال الباحثون إن فيتامين سي الموضعي يزداد في درجة الفعالية من 20 إلى 40 مرة عن المكملات التي يتم تناولها عن طريق الفم بشأن امتصاص هذا المضاد في البشرة. ولضمان فعاليته، يجب ألّا يقل تركيز فيتامين سي عن 20 % في المنتج. وبالمثل يعتبر فيتامين إي والسيلينيوم الموضعيان أفضل من نظرائهما الفمويين نظرا لامتصاصهما بشكل أفضل بتلك الوضعية ولبقائهما على البشرة وحمايتها لعدة أيام متتالية.
ويجب أن يتراوح تركيز فيتامين إي ما بين 2 إلى 5 %، وكذلك يجب أن تكون القوة المثالية للسيلينيوم ما بين .02 % إلى .05 %، وذلك لضمان الاستفادة منهما بأفضل شكل.
يمنع فيتامين سي الجذور الحرة من التسبب في الإصابة بالسرطان وظهور الشيخوخة بشكل سريع. وبينما يتواجد الفيتامين على البشرة، لكن عوامل التدخين، أشعة الشمس فوق البنفسجية والتلوث تسلبه من البشرة، علما بأن كثيرا من كريمات البشرة المزودة بفيتامين سي يمكن أن تفقد فعاليتها بمجرد وصول الأكسجين إليها، وهو ما يجدر بك معرفته.
وبالرغم من فعالية فيتامين سي الموضعي بالنسبة للبشرة، فمن المهم أيضا الحصول عليه من خلال النظام الغذائي لمساعدة الجسم على الاستشفاء، لاسيما وأن الجسم لا يمكنه إفراز فيتامين سي من تلقاء نفسه، لذا يمكن تعويض ذلك بتناول الفواكه والخضراوات.
يمكن لفيتامين إي أن يُبقِي البشرة رطبة حال إضافته لعلاجات البشرة الأخرى، ويمكن الحصول عليه من زيت عباد الشمس، المكسرات، السبانخ والبروكلي. ولو فكرت في تناوله كمكمل، فيجب ألّا تزيدي على 15 ملي غراما يوميا، حتى لا يصير الفيتامين ساما.
وكذلك، يعد السيلينيوم من مضادات الأكسدة القوية التي يمكنها أن تحد من الالتهابات وتلف الحمض النووي. ومع هذا، فإن تناوله في صورة مكملات لن يكون فعالا للبشرة بنفس فعالية تناوله من مصادره الطبيعية مثل الحبوب الكاملة، البيض والمأكولات البحرية.