يعاني بعضهم من شعور الدوخة في بعض الأوقات، بخاصة بعد تناول الطعام، وهو ما قد يثير الحيرة ويدفع بكثيرين للتساؤل عن الأسباب التي يحتمل وقوفها وراء ذلك الأمر.
ونبه الباحثون بهذا الخصوص إلى أن الخطورة تكمن في عدم الإلمام بالأسباب التي تقف وراء تلك الدوخة، مشددين على ضرورة الانتباه لأية أعراض أخرى مصاحبة، والرجوع للطبيب من أجل استشارته والخضوع للفحص إذا لزم الأمر للوقوف على الحالة.
ويعتبر الغثيان والشعور بالدوار من ضمن الأعراض الأكثر شيوعا لمشكلة الدوخة، التي تقترن كذلك بخفقان بالقلب بعد تناول أكل دسم. وفي الحالات الأكثر حدة، قد تقترن الدوخة بعد الأكل بآلام في الصدر وتغيرات بصرية، تنتج عن مشكلة في الدورة الدموية تقيد بشدة تدفق الدم إلى الدماغ. وقد يصاحب الدوخة شعور بالارتباك، التعرق والعصبية.
الأسباب المحتملة للشعور بالدوخة بعد تناول الأكل
لو بدأت تشعرين بالدوخة بعد تناول الأكل، فعليك أن تتذكري أن العوامل المسببة لذلك عديدة ومتنوعة، وقد تكون بعيدة الصلة تماما عن الأطعمة التي قمت للتو بتناولها. وأحد هذه الأسباب هو انخفاض مستويات ضغط الدم بصورة سريعة للغاية بعد تناول الأكل.
وهي الحالة التي تعرف بانخفاض ضغط الدم بعد الأكل، وهي حالة شائعة لدى الأشخاص المصابين بارتفاع في ضغط الدم، بسبب تأثيرات ارتفاع ضغط الدم على الشرايين.
وقال الباحثون إن الشرايين المتيبسة يمكن أن تحد من تدفق الدم إلى الدماغ، خاصة بعد تناول وجبة دسمة، حين يحاول الدم الوصول أيضا إلى أعضاء أخرى أساسية بالجسم، كما الجهاز الهضمي. وأضافوا أنه كلما قلت كمية الدم المشبع بالأكسجين التي يحصل عليها الدماغ، زادت احتمالية التعرض لخطر الدوخة والدوار في نهاية المطاف.
وبحسب المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، فقد توصلت عدة بحوث لنتائج تؤكد وجود علاقة بين انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم وبين الشعور بالدوخة.
وقال الباحثون إنه في حال انخفاض مستوى السكر بالدم، يزداد نشاط الدماغ للحفاظ على طاقة الجسم المثلى، وهو ما يؤدي إلى الشعور بدوار. وأشار الباحثون إلى أن تلك الحالة قد تحدث أيضا لدى الأشخاص غير المصابين بالسكري؛ لأن هناك بعض الأطعمة قد تحفز الجسم لإفراز كمية زائدة من الأنسولين، وهو الأمر الذي قد يتسبب في حدوث مشكلة، ما يؤدي لانخفاض مستويات الجلوكوز في الدم، ومن ثم ظهور أعراض، مثل الدوخة، بعد تناول الأكل، ولهذا يجب التعامل مع ذلك الأمر بمنتهى الحذر.
متى يتعين عليك زيارة الطبيب؟
رغم صعوبة تحديد العوامل التي قد تؤدي لشعورك بالدوخة بعد الأكل، لكن من الضروري الرجوع للطبيب حال التعرض لنوبات دوخة متكررة، مفاجئة، حادة أو غير مبررة.
ولو اقترن الشعور بالدوخة وعدم الاتزان بأعراض مثل صعوبة التنفس، الخدر، عدم وضوح الرؤية والصرع، فمن المهم في تلك الحالة الاتصال برقم الطوارئ لسرعة التعامل.
ويُوصِي الأطباء عادة بالخيارات العلاجية المتاحة بعد تشخيص السبب الرئيسي وراء الشعور بالدوخة، وهو شيء مهم وضروري، ويجب اتخاذه بشكل فوري منعا لأية مضاعفات.