يتعرض كثيرون لآلام متفاوتة الشدة بعد الخضوع لأنواع العمليات الجراحية المختلفة. وبينما يزول الألم الحاد في الغالب بعد فترة من الوقت، خلال بضعة أيام عادة، لكن تبقى المشكلة في الألم المزمن، الذي غالبا ما يكون أشد، ويستمر عادة مدة أسبوع أو أكثر.
وبينما يصف الأطباء أدوية مسكنة لتخفيف ألم ما بعد الجراحة، لكن المشكلة هي أن بعضا من تلك الأدوية قد تكون لها آثار جانبية أو ربما يتعود عليها المرضى، وقد تبين الآن أن الوخز بالإبر قد يفيد في تخفيف الألم وتقليل باقي أعراض ما بعد العمليات الجراحية، إما بمفرده أو جنبا إلى جنب مع علاجات أخرى مثل الأدوية أو جلسات التدليك.
وقال الباحثون إنه عند إجراء عملية الوخز بالإبر بشكل صحيح، فإنها تفيد المرضى وتساعد الأطباء على التحكم في ألم ما بعد الجراحات من دون أي آثار جانبية ضارة تماما.
وأظهر تقرير نشرته الجمعية الأمريكية لأطباء التخدير أن الوخز بالإبر بعد الجراحة قد يساعد أيضا على تقليل أو إلغاء الحاجة للمواد الأفيونية وباقي الأدوية التي قد تسبب الإدمان.
وتوضح الأبحاث الحالية أنه حال تنفيذ الوخز بالإبر بطريقة احترافية مميزة، فإنه قد يساعد بشكل فعال على تخفيف آلام ما بعد العمليات لمختلف الحالات والإجراءات الجراحية.
كيف يعمل الوخز بالإبر؟
الوخز بالإبر من المكونات الرئيسية للطب الصيني التقليدي، وهو إجراء قائم منذ آلاف السنين، لتسكين الألم والانزعاج، اللذين ينتجان عن عدة حالات، من ضمنها ألم ما بعد الجراحة.
وبحسب أطباء من كلية جونز هوبكينز للطب، فإن ممارسي الطب الصيني التقليدي عادة ما يستعينون بالوخز بالإبر لتخفيف عدة أعراض من ضمنها الشعور بالألم، لاسترداد الجسم حالته الطبيعية بلا مشاكل. وبالنسبة لآلية تنفيذ تلك الطريقة، فإنها تنطوي على إدخال إبر طويلة ورفيعة في الجلد، حتى عمق يتراوح من ربع إلى نصف بوصة، ويتم إدخالها في مناطق معينة يعتقد أنها مرتبطة بالمنطقة التي تخضع للعلاج. والحقيقة أن هذا العلاج لا ينطوي على أي ألم أو شعور بالاسترخاء التام خلال وضع الإبر.
ما مدى فعالية الوخز بالإبر لتسكين ألم ما بعد الجراحة؟
نظرا لأن الأساس في الطب الصيني التقليدي هو السعي لتصحيح أي اختلالات في الجسم، كما الألم الذي ينتج عن العمليات الجراحية، سواء بموضع الجراحة أو بمواضع أخرى، فإن الوخز بالإبر يفيد بشكل كبير في تقليل طول وشدة أعراض الألم بعد الجراحة.
وأظهرت الدراسات أن الوخز بالإبر طريقة فعالة للغاية في تقليل مدة وشدة معظم أنواع آلام ما بعد الجراحة، شريطة أن تُجرَى من جانب مختصين مرخصين ومؤهلين لذلك، لضمان الحصول على علاج آمن وفعال، بلا آثار جانبية، بناء على توصية الطبيب.
