في ظل التوقعات المتزايدة التي ترجح تزايد أعداد الأشخاص الذين سيصابون بمشكلة السمنة في الولايات المتحدة وباقي دول العالم خلال الفترة المقبلة، بدأ يطلق الباحثون تحذيراتهم من التداعيات أو التبعات التي تنتج عن مشكلة السمنة، لاسيما بالنسبة للنساء.
وبينما يرتكز الباحثون على مؤشر كتلة الجسم لتحديد مدى سمنة أو زيادة وزن الأشخاص، فما يجب معرفته هو أنه حال كان ذلك المؤشر يتراوح ما بين 25 و29، فهذا يعني أن الشخص زائد الوزن، ولو كان يقدر بـ 30 أو أكثر، فهذا يعني أنه مصاب بالسمنة.
وبحسب مراكز الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، فإنه حال وصول ذلك المؤشر إلى 40 أو أكثر، فهذا دليل على الإصابة بالسمنة المفرطة، وهو ما يجب الانتباه إليه تماما.
ونوه الباحثون بهذا الخصوص بأن السمنة ليست مجرد مظهر جسماني، لكنها من عوامل الخطر بالنسبة لعديد المشكلات الصحية الخطرة. وأضاف الباحثون أن السمنة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، السكري من النوع الثاني، أمراض المرارة، توقف التنفس أثناء النوم، السكتة الدماغية، السرطان والأمراض العقلية.
والجديد الآن هو أن دراسة جديدة كشفت عن نتائج بحثية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن زيادة الوزن من الممكن أن تتسبب في مضاعفة خطر إصابة النساء بسرطان بطانة الرحم.
عوامل عديدة تربط السمنة بسرطان بطانة الرحم
أوضح باحثون بهذا الخصوص أن سرطان بطانة الرحم، الذي يعرف أيضا بسرطان الرحم، يحدث حين تبدأ خلايا بطانة الرحم المبطنة للرحم في النمو خارج نطاق السيطرة.
وكشفت دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة BMC Medicine الطبية الإلكترونية أنه لقاء كل 5 وحدات فوق المعدل الطبيعي لمؤشر كتلة الجسم، تكون هناك زيادة في خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم بنسبة قدرها 88 %. وقد قام باحثون من جامعة بريستول البريطانية بمراجعة العينات الوراثية لـ 120 ألف امرأة من عدة دول مختلفة حول العالم، وتبين لهم إصابة ما يقرب من 13 ألفا منهن بمرض سرطان بطانة الرحم.
وراجع الباحثون 14 عاملا لإيضاح العلاقة بين السمنة وسرطان بطانة الرحم، مثل صيام الأنسولين، التستوستيرون ومستويات الكولسترول. ونوهت بهذا الصدد دكتور ألينا راتنر، أخصائية أورام النساء في مركز ييل للسرطان ومستشفى سميلو للسرطان، إلى أنها تعتقد أن السمنة تلعب دورا بارزا في زيادة خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم لدى النساء بعد انقطاع الطمث، مضيفة أن الاستروجين يزيد نمو أو تكاثر بطانة الرحم، وهو ما يعمل بالتبعية على زيادة خطر الإصابة بمرض سرطان بطانة الرحم.
وختم دكتور توماس روز، طبيب النساء والتوليد بأحد المراكز الطبية في كاليفورنيا، بقوله "لو كانت المرأة معرضة وراثيا للإصابة بالسمنة، فالحل هو التحكم في الوزن، ولهذا أنصح بحمية متوازنة بها كربوهيدرات، بروتينات وخضراوات، كما حمية البحر المتوسط".