مشكلة الصداع النصفي من المشكلات التي تؤرق كثيرا من النساء، خاصة لو كن أمهات عاملات؛ إذ تكون الضغوط عليهن مضاعفة، نتيجة ما يبذلنه من جهد على مدار اليوم.
ويكفي معرفة أن مؤسسة بحوث الصداع النصفي تؤكد أن هذا المرض هو سادس أكثر الأمراض المسببة للعجز في جميع أنحاء العالم، وأنه ثالث أكثر الأمراض شيوعا وانتشارا؛ إذ يعاني أكثر من 4 ملايين شخص من نوبات صداع نصفي يوميا، وأن تلك النوبات تشيع لدى الأفراد من عمر 18 ـ 44 عاما، وأن النساء هن الأكثر عرضة لهذا المرض.
ويعرف الصداع النصفي طبيا بكونه مرضا عصبيا ينطوي على الشعور بألم نابض يتم عزله بشكل عام في جانب واحد من الرأس. وقد يكون هذا الألم شديدا للغاية لدرجة أنه قد يتسبب في شعور المصابين بغثيان والإصابة بحساسية تجاه الأضواء، الأصوات والروائح.
ونوه الباحثون كذلك بأن ما يقرب من 25 % من مصابي الصداع النصفي يتعرضون لاضطراب بصري يسمى عادة بـ "الهالة" التي تصاحب الآلام التي تسيطر عليهم.
وأضاف الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي الحاد يشعرون في الغالب باكتئاب، قلق ومشكلات في النوم، مشيرين إلى أنهم ما يزالون يواجهون صعوبة في معالجة ذلك المرض؛ لأنهم لم يتمكنوا حتى الآن، رغم كل دراساتهم، من فهمه بصورة تامة.
الصداع النصفي قد يكون وراثيا
وفي الوقت الذي ما يزال يجري فيه الباحثون دراساتهم على الصداع النصفي لاكتشاف المزيد من المعلومات عنه وعن أسباب حدوثه، فإنهم قد توصلوا لأدلة كافية تثبت أنه قد يكون وراثيا.
وقالوا إن النتائج أظهرت لهم أنه من الوارد الإصابة بالصداع النصفي بنسبة تتراوح ما بين 50 إلى 75% إن كان يعاني أحد أو كلا الوالدين من المرض. وكشف أيضا باحثون من المؤسسة الأمريكية لمكافحة الصداع النصفي أن أكثر من 80% ممن يعانون من الصداع النصفي لديهم قريب في العائلة يعاني من تلك الحالة المرضية أيضا.
ومع هذا، فإن الباحثين ما يزالون يواصلون العمل من أجل اكتشاف المزيد عن الطبيعة الوراثية للصداع النصفي، وإن أوضحوا في الوقت نفسه أنه حتى وإن كانت هناك احتمالية كبرى بأن يكون الصداع النصفي وراثيا، فهذا لا يعني أن جيناتك قد تتسبب في حدوثه.
وختم الباحثون بقولهم إنه من الضروري الانتباه جيدا لمشاعرك وغيرها من العوامل التي تساعد على فهم أسباب حدوث نوبات الصداع النصفي لديك، فمثلا، يمكن لبعض الأطعمة، المشاعر، النوم فترات طويلة أو عدم شرب قدر كاف من الماء أن تتسبب في حدوثها.