صحيح أن مرض التهاب المفاصل يصيب النساء بـ 3 أضعاف أكثر ما يصيب الرجال، ولذلك يعتقد الكثيرون أنه مرض نسائي بامتياز.
لكن هذا الأمر غير صحيح، فهذا المرض يصيب النساء بعد الخمسين أو تحديدا بعد انقطاع الدورة الشهرية – فهو لا يعفي نساء الثلاثين ولا حتى الفتيات في مقتبل العمر.
هذه الحقائق العلمية ليست من بديهيات الحياة اليومية؛ إذ ما يزال مرض التهاب المفاصل (الروماتويدي) كلمة شائعة باتساع لكنها بالنسبة للكثيرات غير محددة بوضوح.
دراسة أخيرة في مجلة "وومان توداي" لم تتردد في أن تعالج الموضوع من نقطة الصفر؛ لأنها اطلعت على بيانات ودراسات تؤكد أن معلومات معظم النساء في هذا الخصوص تحتاج إلى توثيق وتحديث.
تقول الدراسة إن التوصيف العلمي لروماتيزم المفاصل هو أنه مرض مناعي أعراضه خدر اليدين وآلام شديدة في المفاصل وقد يؤثر على العينين أيضا فيضعف الرؤية وهذه بالتأكيد أشياء مخيفة.
يضاف إلى ذلك أنه، حسب أستاذة الطب السريري في أمراض الروماتيزم في جامعة نيويورك لانجون ريبيكا هابرمين، يُعد من الأمراض المزمنة دون أن يعني أنه لا يمكن علاجه.
وترجح الدراسة أن يكون التهاب المفاصل مزيجا من الجينات والمحفزات؛ إذ إن الهرمونات الجنسية تلعب دورا أشارت إليه هذه الدراسة وأظهرت أنه ثلاث مرات أكثر شيوعا بين النساء من الرجال.
وتقول الأخصائية هابرمين إن التهاب المفاصل يحدث بسبب خلل في جهاز المناعة الذاتية المختص بالبكتريا والفيروسات وأي غزو آخر للحفاظ على صحتنا.
ومع ذلك يبدأ جهاز المناعة عند بعضهم بمحاربة نفسه بدلا من محاربة الغزاة. وفي حالة التهاب المفاصل الروماتويدي فإنه يهاجم المفاصل والأنسجة حولها؛ ما يتسبب في التورم والألم وعادة ما يتركز حول مفاصل اليدين والمعصمين والركبتين.
قد يبدأ بألم في المفصل ويستمر عدة أشهر ثم يبدأ بالانتشار إلى المفاصل الأخرى، ولذلك من الصعب تشخيصه؛ إذ قد يظهر مع أعراض غير محددة مثل تيبس المفاصل والتعب، ويعتقد المصاب أنه بسبب الاكتئاب أو مشاكل في الغدة الدرقية أو الإصابة بفيروس. وهنا من المهم زيارة الأخصائي لتحديد نوع الإصابة.
تقول الدراسة إن العلاج المبكر والصارم في غضون ستة أشهر من ظهور أول بادرة، يساعد في السيطرة على الحالة والحد من انتشاره إلى أكثر من مفصل وخفض مستويات الالتهاب.
وتشير إلى أن هذا يكون أكثر فعالية في الوقاية من الإعاقة والضرر الدائم للمفاصل. لكن حذرت الدكتورة هابرمين من أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت، وتجربة الأدوية المختلفة قبل أن تتوصلي الى الدواء المناسب؛ إذ لا يستجيب الجميع لكل الأدوية المستخدمة.
أيضا الوزن الزائد قد يؤدي إلى تفاقم الحالة ويضعف فعالية الأدوية، لذا يُنصَح باتباع نظام غذائي صحي مغذ ومنخفض الدهون، وممارسة التمارين الرياضية مثل المشي أو السباحة وتدريبات القوة لمساعدة المفاصل مع ملاحظة النصيحة بأن تحصلي على موافقة طبيبك إن كنتِ بدأتِ للتو في برنامج للتمارين الطبية؛ فمرضى التهاب المفاصل الروماتويدي غالبا ما يعانون من أمراض أخرى مثل القلب والسكري.
والنصيحة الأخيرة هي للأشخاص الأصغر عمرا بأن لا يخدعوا أنفسهم بالقول إنهم أصغر من أن يعانوا من التهاب مفاصل. فنسبة النساء الصغيرات اللواتي يصبن بالتهاب المفاصل هي أكبر بكثير مما تتصورين أنتِ او ابنتك.