قد تكون كثرة إطلاق الغازات من الأمور المزعجة بشكل كبير، لكن قد يتساءل البعض أيضا "هل تستحق تلك المشكلة الاهتمام وفحصها من جانب طبيب مختص؟"، والحقيقة أنه وبعيدا عن التأثيرات الجانبية المربكة، فإن أي شخص يكثر من إطلاق الغازات في الأماكن العامة ربما يكون بحاجة في الواقع إلى زيارة الطبيب.
لكن كيف يمكن اعتبار إطلاق الغازات أمرا طبيعيا؟ ومتى يتحول لمشكلة؟
- وهو ما علق عليه دكتور فرانكي جاكسون-سبينس، الطبيب لدى هيئة الخدمات الصحية الوطنية في انجلترا، بقوله "إطلاق الغازات أمر عادي تماما، ومن الطبيعي أن يطلق البعض غازات أكثر من غيرهم، وهو التفاوت الذي يحدث نتيجة لوجود اختلافات بين أنظمتنا الهضمية، فلكل شخص ميكروبيوم فريد من البكتيريا في أحشائه مما يؤثر على طريقة هضمنا للأطعمة، كما أن لكل شخص نظاما غذائيا مختلفا بكميات متفاوتة من الألياف، لذا من الطبيعي أن تختلف كميات الغازات التي نطلقها".
وتابع دكتور فرانكي بقوله "وهناك أيضا عوامل أخرى تؤثر على كمية الغاز التي نطلقها كعدد الوجبات التي نتناولها يوميا، مقدار ما نمضغه ومقدار ما نتناوله من ألياف".
هل يجب استشارة طبيب حال الإكثار من إطلاق الغازات؟
أو ربما يجب أن يكون السؤال هنا (متى تتحول كثرة إطلاق الغازات إلى مشكلة يجب التعامل معها؟)، وهو ما رد عليه دكتور فرانكي بقوله "إطلاق الغازات أمر طبيعي تماما، ويمكن للشخص العادي ان يطلق الغازات حوالي 5 إلى 15 مرة في اليوم".
وتابع فرانكي "يفضل التحدث مع طبيب حال لاحظتِ حدوث تغيير فيما هو طبيعي واعتيادي بالنسبة لكِ، وأيضا في حال استمرار ذلك التغيير.
لذا على سبيل المثال إن تناولت ثمة شيء مختلف وأطلقت مزيدا من الغازات في اليوم التالي، فربما لا تكونين بحاجة لزيارة الطبيب، لكن إن لاحظتِ أن هناك طعاما معينا يسبب لك انتفاخا بالبطن باستمرار، إلى جانب أعراض أخرى كتشنجات مؤلمة، انتفاخ، إمساك، إسهال، دم في البراز أو فقدان بالوزن، فيجب بالتأكيد إخطار الطبيب بذلك لأن تلك الأعراض قد تكون علامة دالة على وجود ثمة مشكلة في الجهاز الهضمي كمرض الاضطرابات الهضمية، عدم تحمل اللاكتوز، مرض التهاب الأمعاء أو القولون العصبي.
كيف يمكنك التقليل من إطلاق الغازات؟
حتى إن كنت تعتقدين أن إطلاقك الغازات ليس مشكلة تستحق تدخل الطبيب، فهذا لن يغير من حقيقة أن المسألة قد تكون محرجة، والخبر الجيد، حسبما أكد دكتور فرانكي، هو أن هناك بعض التغيرات الغذائية التي يمكن أن تساعد في تقليل الغازات.
وواصل فرانكي بقوله "هناك أطعمة تشتهر بتسببها في زيادة انتفاخ البطن كالخضراوات الصليبية مثل البروكلي أو البقوليات أو الكربوهيدرات النشوية، لذا بمقدورك أن تجربي نوعيات الأطعمة وأن تفحصي ما يناسبك وما قد يزيد لديك الغازات".
وختم فرانكي بقوله "من الضروري الحصول على قدر كاف من الألياف ( حوالي 30 غراما يوميا )، وهو أمر يجب عدم إهماله منعا لإطلاق الغازات. وفي حالة زيادة كمية الألياف في نظامك الغذائي بشكل مفاجئ، قد تلاحظين زيادة في الغازات. ومن المهم ألا تشخصي بنفسك إصابتك بأي مشكلة في الجهاز الهضمي، حيث إنه من الأفضل أن ترجعي دوما للطبيب المختص والالتزام بالنصائح والتعليمات التي يحددها".