من المعروف أن الغدة الدرقية قد تصاب بخلل يجعلها إما تُفرط في نشاطها أو يجعلها تصبح كسولة، وهي بالأصل، مهمة جدا للجسم، بسبب دورها الأساسي في عملية الأيض وفي توليد الحرارة، والمسؤولة عن إفراز هرمون الثايروكسين والثايرونين ثلاثي اليود الذي بدوره يتحكم بعملية الأيض بالجسم.
لذلك، فإن أي خلل بوظيفتها، بحسب أخصائية التغذية العلاجية ريما نوفل، سيؤثر على معظم وظائف الجسم؛ فمثلاً زيادة نشاطها عن الوضع الطبيعي، سيزيد من إفراز هرمون الثايروكسين؛ ما يؤدي إلى زيادة الحرق في الجسم، فيما قلة نشاطها عن الطبيعي سيضعف من نشاطه.
المناطق الجغرافية ونشاط الغدة الدرقية
وما تشير إليه نوفل، أن نشاط الغدة الدرقية يرتبط ارتباطا وثيقا بعنصر اليود الموجود في الملح المدعم باليود والأسماك والمأكولات البحرية. لذا فإن أكثر الأشخاص المصابين بنقص إفراز الغدة الدرقية وكسلها هم سكان المناطق الجبلية بسبب فقر تربتها بعنصر اليود اللازم الذي بدوره يتحكم بوظيفة الغدة.
أما في المناطق الساحلية فيقل انتشار كسلها؛ لأن تربتها غنية بعنصر اليود، وأيضا بسبب غنى هذه المناطق بالأسماك والمأكولات البحرية التي تُعرف بغناها باليود، وبالتالي اعتماد سكانها عليها كغذاء دائم، ما يجعلهم أقل عرضة لإصابتهم بكسل نشاط الغدة الدرقية بخلاف قاطني المناطق الجبلية.
ومن المعروف أن كسل الغدة يسبب زيادة في الوزن والنعاس والكسل والخمول والإحساس بالبرد.
لذا، يتعين على مريض كسل الغدة الذي يعاني من زيادة في الوزن اتباع حمية غذائية قليلة السعرات الحرارية المستهلكة بما يتناسب مع عمره وجنسه وطوله، وتشمل جميع المجموعات الغذائية.
بالإضافة إلى هذا، عند الشعور المتكرر بهذه الأعراض، يتعين على المريض مراجعة الطبيب لتناول حبوب تزود هرمون الثايروكسين الذي تفرزه الغدة الدرقية بنسب مختلفة، اعتمادا على حالته، مع ضرورة زيارة أخصائي التغذية واتباع حمية غذائية تناسب حالته الصحية.
أطعمة تقلل من نشاط الغدة
ما تحذر منه الأخصائية نوفل، ضرورة تجنب الخضراوات التي تقلل من امتصاص اليود مثل: الملفوف والزهرة والبروكلي واللفت والفجل والخردل؛ إذ في حال تناولها بنسب كبيرة تقلل من امتصاص اليود لاحتوائها على مواد "مدرّقة" ترتبط باليود، أي هي مواد منتِجة للدراق أو الجويتر.