يهتمّ كثيرون بترطيب جسمهم عند جفافه من الخارج، ولكنهم لا يعرفون أن الجفاف الخارجي إشارة لحدوث جفاف داخلي قد يكون مميتا في بعض الأحيان. ورغم خطره الجسيم على صحة الإنسان، إلا أن قلة قليلة تهتم به.
لقد أشارت الكثير من البحوث إلى أن معظم الرياضيين الذين يموتون أثناء ممارسة رياضتهم يموتون من الجفاف؛ ما يعني فقدان كمية الماء من الجسم أكثر من تلك التي تدخل إليه، علما أن نسبة الماء في جسم الإنسان تصل إلى حوالي 70% من وزنه.
النتيجة، كما يقول استشاري التغذية العلاجية الدكتور محمد عبدالسلام، أن الماء ضروري لجميع العمليات الحيوية التي تتم داخل الجسم، لا سيما وأنه يحافظ على ثبات درجة حرارته والتخلص من النفايات وتليين مفاصله وترطيب أنسجته.
وعند انخفاض نسبته في الجسم نتيجة المجهود الشاق وخصوصا في الجو الحار أو لأي سبب كان يحدث الجفاف الداخلي ثم الخارجي، وربما الوفاة.
أسباب جفاف الجسم
منها المرضي، كما يشير عبدالسلام؛ إذ عند حدوث الإسهال الشديد والحمى يحصل الجفاف في الجسم، وقد يؤدي إلى تعطيل وظائفه الحيوية مسببا الشعور بالتعب والإنهاك، وفي مراحل متطورة إلى الوفاة.
أعراض الجفاف
العطش الشديد، وجفاف الفم، والصداع، وقلة كمية البول مع لونه الداكن، وتشنّج العضلات، والشعور بالدوار والإرهاق والنعاس وأحياناً الإغماء، هي من أكثر أعراض الإصابة بالجفاف، وفق عبدالسلام.
وهذا ما يتطلب تناول من 1.5 – 2 لتر من الماء يوميا للأشخاص البالغين الذين يعيشون في المناخ المعتدل لتعويض ما يفقده الجسم من الماء، وقد تزيد كمية الماء المتناولة في بعض الحالات الطبية مثل: حصى الكلى أو عدوى المثانة أو الحمى والإسهال والحمل أو الرضاعة، وخلال الطقس الحار أو أثناء ممارسة الرياضة.
ومع تعرّض الجسم للجفاف لأسباب مختلفة، وفي حال عدم قدرة الإنسان على شرب الكميات اللازمة من الماء لحماية الجسم من الجفاف، لا بد له من البحث عن مصادر أخرى تمدّه بالرطوبة اللازمة غير المياه.
مصادر تحمي الجسم من الجفاف وتمنحه الرطوبة الكافية
مجموعة من الأطعمة التي لو تناولها الأشخاص يكونون قد ضمنوا حماية جسمهم من الجفاف الخارجي والداخلي، منها:
تناول العصائر الطبيعية الطازجة، لكونها وسيلة فعالة للحصول على قدر من الماء والمحافظة على رطوبة الجسم حتى وإن كانت تعطي سكريات وسعرات عالية قد تتسبب في ارتفاع الوزن.
يمكن تناول الخضراوات لا سيما الخيار والطماطم والخس، فهي من الأطعمة التي توفر قدرا جيدا من السوائل للجسم، وتحتوي على أكثر من 90% من وزنها ماءً، والتركيز على الخيار كملطف للجسم ويساعد في تعويض المواد المفقودة من البوتاسيوم خلال عملية التعرّق، إلى جانب احتوائه على حمض الأسكوربيك ومكونات أخرى تسهم في الاحتفاظ بسوائل الجسم والمحافظة على الرطوبة.
وفي فصل الصيف، فإن تناول عصائر الفواكه الحمضية الطازجة مثل: التفاح والبرتقال والليمون والغريب فروت يُعدّ خيارا جيدا؛ فهي لا تعمل على ترطيب الجسم فحسب، ولكنها تمدّه بحاجاته من العناصر الغذائية.
البطيخ كذلك، يحتوي على الأملاح الضرورية لترطيب الجسم مثل: الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم بالإضافة إلى كمية غير قليلة من الماء، فيما الشمام الذي يحتوي على البوتاسيوم وفيتاميني (A) و(C) وكمية كبيرة من الماء، يجعله مصدرا غذائيا مهما في منع الجفاف.
الحليب يُعدّ من المشروبات التي توفر البرودة للجسم لا سيما في فصل الصيف مع ارتفاع حرارة الجو، مع ضرورة تجنب تناول مشروبات الكافيين مثل: الشاي والقهوة لأنها مدرّة للبول، وتُفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل ويصبح عرضة للجفاف.
أطعمة تعرض الجسم للجفاف أكثر
عدم الرغبة في شرب الماء، هو السبب الأكبر، بحسب عبدالسلام، بالإضافة إلى تناول أطعمة معينة تستهلك مخزون الجسم من الماء وتعمل على زيادة الجفاف، وزيادة الشعور بالعطش، لذا يجب الانتباه بعد تناولها إلى شرب كميات وافرة من المياه لتعويض النقص الحاصل في الماء من الجسم.
أما الأطعمة فهي التي تحتوي على نسبة كبيرة من الأملاح والبهارات والتوابل، خصوصا الأغذية المالحة مثل: المخلّلات، والفلافل والأسماك المالحة، وكذلك الأغذية التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والسكريات.
وما يؤكد عليه عبدالسلام، ضرورة عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة؛ لأنها من أهم العوامل التي تجعل الجسم يفقد الكثير من السوائل بسرعة أكبر.