هل ينجح هرمون النساء في إنقاذ أرواح الرجال من فيروس كورونا؟

صحة ورشاقة
فريق التحرير
28 أبريل 2020,2:54 ص

مع اجتياح الفيروس التاجي الجديد "كورونا" للمجتمعات في جميع أنحاء العالم، كانت النساء، سواء من الصين أو إيطاليا أو الولايات المتحدة، أقل عرضة للإصابة بالفيروس بشكل حاد - وأكثر احتمالية للبقاء على قيد الحياة، وهو الأمر الذي جعل الأطباء يتساءلون هل يمكن أن تعمل الهرمونات التي تنتجها النساء بكميات أكبر في مواجهة الفيروس؟

اختبر العلماء هذه الفرضية في محاولة سريعة لإنقاذ أرواح الرجال الذين ثبت أن الفيروس التاجي أكثر فتكًا بصحتهم في تجربتين سريريتين من خلال إعطاء الرجال الهرمونات الجنسية لفترات محدودة، وفقًا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

ففي الأسبوع الماضي، بدأ الأطباء في لونغ آيلاند في نيويورك علاج مرضى كوفيد-19 بهرمون الإستروجين في محاولة لزيادة أجهزتهم المناعية، أما في الأسبوع المقبل سيبدأ الأطباء في لوس أنجلوس في علاج المرضى الذكور بهرمون آخر موجود في الغالب لدى النساء، وهو هرمون البروجسترون، الذي له خصائص مضادة للالتهابات، ويمكن أن يمنع التفاعلات الضارة للجهاز المناعي.

وقالت الدكتورة سارة غاندياري، طبيبة أمراض الرئة والعناية المركزة في مستشفى سيدارز سيناي بلوس أنجلوس :"هناك فرق واضح بين عدد الرجال والنساء في وحدة العناية المركزة، والرجال أسوأ حالًا بشكل واضح"، مضيفة أن 75 % من مرضى العناية المركزة بالمستشفى ومن هم على أجهزة التنفس الصناعي هم من الرجال.

وأضافت أن النساء الحوامل، اللواتي عادة ما يعانين من نقص المناعة ولكن لديهن مستويات عالية من هرموني الإستروجين والبروجسترون، يملن إلى دورات خفيفة من المرض، وهذا يجعلنا نفكر في الهرمونات.

ومع ذلك، حذّر بعض الخبراء الذين يدرسون الاختلافات الجنسية في المناعة من أن الهرمونات قد تفشل في أن تكون الرصاصة السحرية للمرض والتي يأمل البعض في أن تكون كذلك؛ فحتى النساء المسنات المصابات بكورونا يفقن نظراءهن من الذكور، كما يكون هناك انخفاض كبير في مستويات الهرمونات للنساء بعد انقطاع الطمث. فقد أشارت التقارير الواردة من الصين إلى أن الرجال يموتون بمعدلات أعلى، والتفاوت يُعزى إلى ارتفاع معدلات التدخين، لكن النتائج كانت متسقة في بلدان أخرى، حيث يموت الرجال في إيطاليا بمعدلات أعلى من النساء، ويموت الرجال في مدينة نيويورك بمعدل مضاعف تقريبًا من النساء.

وقال العلماء إن الرجال يدخنون أكثر في كل مكان تقريبًا، وهم أيضًا يغسلون أيديهم بشكل أقل، وفي حين يبدو أن لدى النساء أجهزة مناعة أكثر قوة، ذكروا أن الأسباب معقدة ومتعددة العوامل، والهرمونات ليست سوى جزء من الصورة.

وقالت صبرا كلاين، عالمة الاختلافات الجنسية في الالتهابات الفيروسية :"إذا كانت مثل هذه الهرمونات الجنسية هي العامل الوقائي الأساسي للنساء، فإن النساء المسنات المصابات بفيروس كورونا سيظهرن بشكل سيئ مثل الرجال المسنين، لأن الهرمونات التناسلية للنساء تنخفض بعد انقطاع الطمث".

وقد أظهرت الأبحاث أن الإستروجين قد يكون له تأثير على البروتين المعروف باسم الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2)، والذي يستخدمه فيروس كورونا كطريق للدخول للجسم، ويتم تنظيم هذا الإنزيم بشكل مختلف في الرجال والنساء.



وأجريت تجربة "ستوني بروك استروجين" على 110 مرضاء بغرفة الطوارئ بالمستشفى في نيويورك، والذين يعانون من أعراض مثل الحمى والسعال وضيق التنفس أو الالتهاب الرئوي، والذين إما أثبتوا إصابتهم بفيروس كورونا أو يُفترض أنهم مصابون بالمرض، وتجرى على الرجال والنساء البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 55، لأن لديهم مستويات منخفضة من هرمون الاستروجين، وتم إعطاء نصف المشاركين استراديول لمدة أسبوع واحد، بينما عمل النصف الآخر كمجموعة ضابطة، وسيتبعهم الباحثون لمعرفة ما إذا كان الاستروجين يقلل من شدة مرضهم.

أما تجربة مستشفى سيدارز سيناي بلوس أنجلوس، ستضم 40 شخصًا فقط، جميعهم من الرجال، ونصفهم سيكونون مجموعة ضابطة، وهم من مرضى المستشفى الذين يعانون من أعراض خفيفة إلى متوسطة، والذين ثبتت إصابتهم بكوفيد -19، مع استبعاد المرضى الذين يعانون من حالات معينة مثل الجلطات الدموية، لأسباب تتعلق بالسلامة، وسيحصل المرضى على حقنتين من البروجسترون يوميًا لمدة خمسة أيام.

كما سيتم رصدهم لمعرفة ما إذا كان وضعهم يتحسن وكيف تغيرت احتياجاتهم من الأكسجين وما إذا كانوا يحتاجون إلى العناية المركزة أو التهوية الميكانيكية؛ وسيتم مقارنة تقدمهم مع المرضى في المجموعة الضابطة.

وقال الدكتورة غاندياري :"إن الباحثين في لوس أنجلوس يعلقون آمالهم على البروجسترون بدلاً من هرمون الاستروجين لأن الأبحاث أظهرت أن الهرمون سيمنع أو يقلل من رد الفعل الزائد للجهاز المناعي، ويسمى عاصفة السيتوكين، وسيقلل كذلك من احتمالية الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة".

ويعتقد أن كلا الهرمونين آمنان، خاصة عند استخدامه لفترات قصيرة، كما سيتم تحذير المشاركين من الآثار الجانبية المحتملة التي قد تكون لدى الرجال مثل ألم في الثدي أو هبات الحرارة.

 

google-banner
foochia-logo