يظن كثيرون أن البدء في تنظيف الأسنان بالمعجون والفرشاة هو الخطوة الأصح للحفاظ على صحة الفم والتخلص مما بداخله من ترسبات وبقايا الطعام، لكن باحثين أميركيين خلصوا عبر دراسة أجروها بهذا الصدد إلى نتائج مفادها أن استخدام الخيط في تنظيف الأسنان قبل استخدام الفرشاة قد يكون التسلسل المثالي لأفضل نتائج ممكنة.
واهتم الباحثون في تلك الدراسة التي أسموها "تأثير تسلسل استخدام الخيط والفرشاة على الحد من الترسبات بين الأسنان واحتباس الفلورايد: تجربة سريرية عشوائية محكومة" بتقييم الحالة الصحية لـ25 شخصا طُلِبَ منهم أن ينظفوا أسنانهم بالفرشاة أولا ومن ثم استخدام خيط الأسنان لتنظيف المساحات الفاصلة فيما بين أسنانهم.
وفي المرحلة الثانية، طُلِبَ من نفس المجموعة استخدام الخيط ومن ثم استخدام الفرشاة، ولاحظ الباحثون انخفاض كمية الترسبات الموجودة بين الأسنان وفي الفم بشكل عام حين اتبع المشاركون في الدراسة الطريقة التي تعتمد على استخدام الخيط ثم الفرشاة.
وأوضح الباحثون أنه وبينما يعمل الخيط على إرخاء البكتيريا وبقايا الطعام فيما بين الأسنان، فإن استخدام الفرشاة بعد ذلك (حين يتم شطف الفم بالمياه) يساعد على تخليص الفم من تلك الجسيمات بشكل أكبر. ونوهوا إلى أن البكتيريا التي تنجم عن وجود الترسبات هي السبب الرئيسي وراء الإصابة بأمراض اللثة الالتهابية، التي يمكن أن تؤدي لحدوث تورم، تهيج، تراجع في اللثة، فقدان للأسنان، إذا لم تتم معالجتها.
كما وجد الباحثون أن مادة الفلورايد (وهي المادة المعدنية التي تساعد في منع تسوس الأسنان) تبقى في الفم بمستويات مرتفعة حين يستعين الناس بالخيط قبل الفرشاة.
وأوصى الباحثون في نفس الوقت بضرورة أن يرجع الناس لأطباء الأسنان من أجل استشارتهم في تحديد واختيار النوع المناسب لهم سواء من فراشي أو معاجين الأسنان التي يمكنهم الاستعانة بها، وذلك لأن لكل شخص وضعيته الخاصة التي لا تشبه غيره.
وتابع الباحثون بقولهم إن أفضل شيء هو أن يداوم الناس على استخدام الخيط في تنظيف أسنانهم، يستخدمون الفرشاة مرتين في اليوم ويخضعون لعمليات تقييم شاملة للثة كل عام لضمان الوقاية من أمراض اللثة، التي يمكن معالجتها وتجنب حدوثها.