في ظل تفاقم أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد حول العالم، يبدو أنَّ منظمة الصحة العالمية بدأت تكون أكثر صرامة في إرشاداتها، وأعلنت أن دول العالم جميعها تضيّع الوقت بعدم التزامها.
وفي هذا الشأن، وجه رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تحذيرا نادرا وصريحا يوم أمس بشأن التقدم العالمي ضد المرض الذي أودى بحياة ما يقرب من 20 ألف شخص، وهو موجود في كل بلد تقريبا، قائلا: "لقد بددنا الفرصة الأولى"، مضيفا: "وقت العمل كان في الواقع قبل أكثر من شهر أو شهرين".
وأشار تيدروس إلى أنَّ العالم أمام فرصة ثانية؛ إذ إنَّ 150 دولة لديها أقل من 100 حالة تم الإبلاغ عنها ولا يزال لديها الوقت للاستعداد، وأن أولئك الذين أمروا بتنفيذ الإغلاق، أمهلوا أنفسهم الوقت لتنفيذ إجراءات عدوانية للقضاء على المرض.
وتابع تيدروس بالقول، إن المدة التي تستمر فيها عمليات الإغلاق تعتمد على الإجراءات التي تتخذها البلدان لضمان القضاء على المرض، معلقا إنه بينما تُسبب مثل هذه الأنظمة الصارمة تكاليف اجتماعية واقتصادية باهظة، فإن "آخر شيء تحتاجه أي دولة هو إعادة فتح المدارس والشركات لإغلاقها مرة أخرى فقط بسبب عودة ظهور الحالات".
وأضاف: "إن مطالبة الناس بالبقاء في منازلهم وإغلاق حركة السكان هو شراء للوقت وتقليل الضغط على الأنظمة الصحية".
وقدّم مدير منظمة الصحة العالمية قائمة بستة إجراءات على كل دولة اتخاذها:
أولا: توسيع وتدريب ونشر العاملين في مجال الرعاية الصحية.
ثانيا: تنفيذ أنظمة للعثور على الحالات المشتبه فيها.
ثالثا: تكثيف إنتاج الاختبارات وزيادة التوافر.
رابعا: تحديد وتكييف وتجهيز المرافق التي ستستخدمها لعلاج وعزل المرض.
خامسا: وضع خطط لحجر الحالات.
سادسا: إعادة تركيز الحكومة على قمع ومراقبة الفيروس.
يُذكر أنَّ هذه التصريحات جاءت بعد يوم واحد من إشارة الرئيس دونالد ترامب إلى رغبته في إعادة فتح الاقتصاد الأمريكي احتياطيا وتخفيف قيود حظر التجول بسبب كورونا، في الـ 12 من أبريل القادم، وهو ما يتعارض مع نصيحة كبار خبراء الصحة العامة، في ظل تفاقم الحالات في أمريكا والذي وصل إلى أكثر من 60 ألف حالة حتى الآن، إلى جانب أكثر من 820 حالة وفاة.
ولا بدّ من الإشارة إلى ما قالته عالمة الأوبئة في منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيرخوف: "إن العاملين في مجال الرعاية الصحية يواجهون نقصا في معدات الحماية في جميع أنحاء العالم". وقالت إن الأشخاص الذين ليسوا مرضى لا يحتاجون إلى أقنعة، ولا يصحّ حرمان الأطباء منهم بسبب الطريقة التي تستخدمها الدولة.