أشارت بعض الدراسات إلى أن الأشخاص المعرضين للإصابة بوباء كورونا هم فئة الكبار في السن، وأكدت دراسة أخرى أن الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 5 سنوات والمراهقين أيضاً لديهم أجهزة مناعة محفزة لمقاومة الفيروسات، فلماذا كبار السن تحديداً؟
أخصائية التغذية روان منذر الجعبري تردّ ذلك إلى عدة أسباب منها: معاناة كبار السن من أمراض مسبقة تسبب ضغطاً على أجهزة المناعة لديهم كمرض السكري وأمراض القلب وأمراض أخرى متعلقة بالجهاز المناعي، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والأوبئة والإصابات الفيروسية.
كما يلعب العامل الوراثي دوراً كبيراً في قوة الجهاز المناعي، بالإضافة إلى عوامل أخرى قد تُضعف من قوته لكن بصورة غير مباشرة، كاتباع أنظمة غذائية غير صحية بالإضافة إلى قلة النشاط البدني وكثرة التدخين.
آلية حمايتهم
تعرض الكبار بصورة أكبر للإصابة بالفيروس لا يتطلب فقدان الأمل، وفق الجعبري، إنما يتطلب اتباع التعليمات الصحية مثل النظافة العامة، واستخدام المعقمات، واستمرارية التعقيم بشكل دوري ومستمر، بالإضافة إلى متابعتهم أثناء التعامل مع الآخرين مثل ارتداء الكمامات والقفازات والتخلص منهم بالطريقة الصحيحة، وتجنب ملامسة وحضن الآخرين وإبعادهم عن التجمعات قدر الإمكان.
ولأن القلق على كبار السن يجعل العائلات متكاتفة بشكل أكبر، فإن هذا من شأنه زيادة فرص إصابتهم بالفيروس، لذلك يتعين على المقربين منهم الاهتمام بهم عن بُعد، واتخاذ إجراءات السلامة وتعقيم أطعمتهم بصورة جيدة تضمن وقايتهم من الأمراض.
كيف يمكن تقوية مناعتهم؟
إن الاهتمام بنوعية الأطعمة التي قد تزيد من قوة مناعة أجسامهم كالأطعمة الغنية بفيتامين (C)وفيتامين (D) والزنك التي تتلخص بالأطعمة التالية: البيض والجبن والعسل وحبة البركة، والبرتقال والحمضيات بالإضافة إلى الفلفل الحلو والخضار الورقية الخضراء وشرب كميات كافية من الماء، بالإضافة إلى تناول الأطعمة البحرية والبقوليات الغنية بالزنك تُعدّ من الأمور التي ستدعم خط الدفاع الأول لأجسامهم، برأي الجعبري.
إذ إن من أكثر التساؤلات التي تضع الأشخاص في حيرة، هو مدى إمكانية تحسين عمل جهازهم المناعي بعد عمر معين، فتؤكد الأخصائية الجعبري أن ما يبنيه أهل الطفل بالصغر هو ما سيجده عند كبَر سنّه، إلى جانب العامل الوراثي والأمراض التي قد تكون سبباً في إضعاف الجهاز المناعي أو الضغط على عمله، ولكن مع كل تلك الأسباب يبقى الأمل لرفع مناعة الجسم بصورة واضحة عن طريق اتباع نمط حياة صحي وتناول الأغذية التي قد تجعل الجهاز المناعي موجوداً.
وما يجدر ذكره، هو أن رفع كفاءة الجهاز المناعي عند كبار السن بحاجة إلى الصبر والاستمرارية، لأن الأمر لن يحدث في غضون يوم أو يومين، إنما بحاجة إلى أسابيع أو قد تصل إلى عدة أشهر، وتختلف من شخص إلى آخر بحسب جسمه ودرجة اعتنائه بصحته، كما لا بد من ذكر الحالة والوضع النفسي الذي يلعب دوراً أساسياً في تقوية الجهاز عنده.
وانتهت الجعبري بالقول إن وقاية الطفل في عمره الصغير ستقيه من أوبئة مستقبلية في وقت لاحق، لذا يتعين على الجميع اتباع تعليمات السلامة والالتزام بنمط حياة صحي.