يوجد حالات مرضية متعددة يتناول المرضى خلالها مضادات للتجلط وذلك لمنع تكوّن خثرات الدم في أماكن مختلفة في الجسم، خاصة بعد بعض العمليات الجراحية. كما أن هناك أنواعا عديدة من هذه الأدوية، ومن أهمها الوورفارين والزاريلتو اللذان يعملان بشكل معاكس لفيتامين (ك).
لذا لا ينصح اختصاصي التغذية قتيبة محيسن بتناول أي مصدر غذائي غني بفيتامين (ك) خلال فترة تناول المميعات، هذا لأن عمل فيتامين (ك) لا يتفق مع تأثير الأدوية المضادة للتجلط، ويقلل من فعاليتها والاستفادة منها، ولهذا يجب تجنب المصادر الغذائية الغنية بهذا الفيتامين ما أمكن، خصوصا بعض الأغذية كنباتات العائلة الصليبية، ومنها: الملفوف، اللفت، الجزر، البروكلي. وبعض الخضراوات الورقية مثل: الخس، السبانخ، الملوخية، البقدونس، إلى جانب كل من: الكبدة، وصفار البيض، والعدس، والبازيلاء الخضراء، والفاصولياء، بالإضافة إلى الحليب واللبن الرائب.
من الأشخاص الأكثر عرضة؟
أما بخصوص الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين، هم بحسب محيسن، الذين كانوا يعانون من مرض السكري، أو ارتفاع في ضغط الدم، أو ذكور وتجاوزوا الـ 65 من العمر، وأيضا إذا تعرض أحد أفراد العائلة لأحد أمراض القلب والشرايين قبل بلوغه سن الستين من العمر كالذبحة الصدرية، أو النوبة القلبية، أو السكتة الدماغية، وكذلك إذا كانوا من المدخنين، وعانوا سابقا من مشكلة في القلب والشرايين، ولم يمارسوا أي نشاط جسدي أو حركي.
أو إذا كانوا يعانون من ضغط نفسي كبير، ومعدل الكوليسترول الضار في دمهم مرتفع، فيما معدل الكوليسترول النافع في دمهم منخفض، ما يتطلب منهم ممارسة النشاط البدني ليساعدهم على رفع مستوى الكوليسترول النافع في الدم.
وإذا كانوا يعانون من زيادة نسبة الدهون في جسدهم، وكان معدل محيط البطن كبيرا فبإمكانهم تحليل عوامل الخطر لديهم لأنه لا تصيب أمراض القلب والشرايين الناس جميعهم بالطريقة ذاتها.
فبالإضافة إلى الكوليسترول، هناك عوامل عديدة تعرض المرء لخطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، ويجدر بهؤلاء تفهّم أن كلمة خطر لا تعني أبدا أنهم سيصابون حتما بالمرض، بل تعاني زيادة احتمال الإصابة به.
فإذا كان معدل الكوليسترول الضار مرتفعا جدا في الدم، فإن خطر الإصابة بنوبة قلبية في السنوات الخمس التالية يتضاعف مقارنة مع أشخاص يسجلون معدل كوليسترول طبيعيا، لكن لحسن الحظ يبقى احتمال عدم التعرض لهذا المرض أعلى من احتمال الإصابة به.
العلاج
الطبيب المعالج هو الشخص المؤهل لتقويم الخطر الذي يتعرضون له وذلك بحسب هذه العوامل المختلفة كلها، ومن بين عوامل الخطر السابقة، هذه الثلاثة: السكري، وارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول، إذ يمكن لتلك الأمراض كلها معالجتها طبيا وبالأدوية التي تهدف إلى ضبط معدلاتها والحد من آثارها السلبية على القلب، فيما يبقى الغذاء السليم والمتوازن أمرا ضروريا.
عن هذا الموضوع، التقت "فوشيا" اختصاصي التغذية قتيبة محيسن، للحديث أكثر عن من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين، وما هي أهم الإرشادات الغذائية لهم.