يحدث مرض الصفراء (اليرقان) حين يتحول الجلد وبياض العين إلى اللون الأصفر، وبينما يصاب به الأطفال الرضع في كثير من الأحيان، فإن الكبار يكونون معرضين له كذلك.
وينصح بضرورة استشار الطبيب المختص فور الاشتباه في الإصابة بذلك المرض، الذي قد يدل على وجود مشكلة في الكبد، الدم أو المرارة.
ولفت الباحثون إلى أن الصفراء تحدث حين يتم إفراز قدر كبير من مادة البيليروبين (ذات اللون الأصفر البرتقالي) في الدم، وهي المادة التي توجد في كرات الدم الحمراء، لكن حال كانت هناك مشكلة ولم يتمكن الكبد من مواصلة العمل كما ينبغي، فمن ثم يمكن لمادة البيليروبين أن تتراكم ويمكن أن تتسبب في إصابة الجلد باللون الأصفر.
وعلى الرغم من ندرة إصابة البالغين بالصفراء، لكن ذلك قد يحدث لعدة أسباب، من ضمنها ما يلي:
التهاب الكبد
يحدث هذا المرض في معظم الأوقات نتيجة إصابة الكبد بفيروس، وقد تظهر الصفراء لمدة قصيرة (حادة) أو مزمنة، وهو ما يعني أنها قد تستمر لمدة 6 أشهر على الأقل. ويمكن للأدوية أو اضطرابات المناعة الذاتية أن تسبب التهاب الكبد، ومع مرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى إلحاق الضرر بالكبد ومن ثم الإصابة بالصفراء.
أمراض الكبد المرتبطة بالكحول، ففي حالة الإكثار من شرب المواد الكحولية على مدار فترة زمنية طويلة، عادة ما بين 8 لـ 10 سنوات، فإن ذلك قد يلحق ضررا بالغا بالكبد.
انسداد القنوات الصفراوية
وتلك القنوات هي عبارة عن قنوات صغيرة تحمل سائلا يعرف باسم "الصفراء" من الكبد والمرارة إلى الأمعاء الدقيقة. وقد تتعرض تلك القنوات لانسداد في بعض الأحيان بسبب حصى المرارة، السرطان أو أمراض الكبد النادرة، وفي حالة حدث ذلك، فإن مخاطر الإصابة بالصفراء قد تتزايد في نهاية المطاف.
سرطان البنكرياس
وهو عاشر أكثر أنواع السرطان شيوعا لدى الرجال والتاسع لدى السيدات، ويمكنه أنه يتسبب في انسداد القنوات الصفراوية، ومن ثم التسبب في مرض الصفراء.
بعض أنواع الأدوية، مثل أسيتامينوفين، البنسلين، حبوب منع الحمل والمنشطات.
وعن طريقة تشخيص الصفراء، فإن الطبيب المختص يقوم بإجراء اختبار لقياس نسبة البيليروبين في الدم، عد دموي شامل (CBC) واختبارات أخرى للكبد. وحال كان الشخص يعاني من الصفراء بالفعل، فستظهر التحاليل ارتفاع نسبة مادة البيليروبين في الدم، ومن المفترض أن يسأل الطبيب كذلك عن الأعراض والتاريخ المرضي.
وبالنسبة للعلاج، فليس هناك علاج للصفراء نفسها لدى الأفراد البالغين، لكن يمكن للطبيب أن يعالج الحالة المسببة لها. وفي حال كان الشخص مصابا بالتهاب الكبد الفيروسي الحاد، فستزول الصفراء من تلقاء نفسها بالتزامن مع بدء شفاء الكبد، وحال كان هناك انسداد بالقنوات الصفراوية، فقد يقترح الطبيب ضرورة التدخل الجراحي.